تاريخ

خلاصة كتاب (أسرار تأخر العرب والمسلمين)

يقول الكاتب في كتابه أسرار تأخر العرب والمسلمين: من أمد بعيد أحسست أننا مصابون و أن مواريثنا الفكرية لا تنبع من دين الإسلام بل من تعاليم دخيلة عليه و أن هناك إزورار عن توجيهات الإسلام في الميادين السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

أين الخلل ؟

الأمة الإسلامية موزعة الآن على أكثر من سبعين قومية و جنسية وسياسية بلغة ( هيئة الأمم جواز السفر وو..) وأصبح الإسلام عملة ليس لها رصيد فما السر وراء الضياع و التشتت والتفكك والتبلد؟ هناك أسباب كثيرة سياسية واجتماعية وثقافية بدأت قديما فقد كان الإسلام من مائتي سنة فقط أشد هيبة و قوة هكذا ورد في كتاب أسرار تأخر العرب والمسلمين.

ونذكر من أسباب الوفاة: بعض سنن الله الكونية المذكورة في القرآن لبقاء أمم و هلاك أخرى 

  • عواقب الحكم الفردي و الاستبداد و الطغيان الاقتصادي.
  • الظلم و السجن و الغربة و هنا قنونا الصبر و عدم اليأس.
  • الإلحاد مهما بلغ فهو مشئوم النهاية.
  • الرغبة والرهبة وغيرها من سنن الله الوارد بيانها في القرآن فالعلم بها لا يعلوه إلا العلم بالله تعالى وصفاته وأفعاله.

العائد الى تاريخ الإسلام في عصوره الأولى يلاحظ على دولة الخلافة الراشدة خصائص أهمها أن الخليفة من أكفأ رجال الدولة و الشورى قائمة و يد الخليفة مغلولة في المال العام والعمل بالإسلام داخلا و خارجا ثم بدأت العصبية القبلية على استخفاء بعد دولة الخلافة تفرض نفسها على شعب الحكم و الاجتماعية و الاقتصادية و أصبحت الدولة الوجه الدميم للإسلام فلم يكن الخليفة اقدر الناس وماتت الشورى و انطلقت الأيدي في المال العام واضطرب العمل في الإسلام والدعوة إليه فانتشر الجهل فيه و طغت النزعات والعصبيات خلف شرورا.

تسلل آخر في الميدان الإجتماعي للإسلام

المرأة لم تكن كالرجل في العرب قديما وأوروبا أجمع و جاء الإسلام فاحترمها و كرمها ثم عادت التقاليد الجاهلية تسلبها ما منحنها الدين و الحق أن نصوصا صحيحة أهملت و أخرى موضوعة تحض على تجهيل النساء فأصبحت في العصور الأخيرة من سقط المتاع.

لا نريد النمط و لا التقاليد الجاهلية: إنني ألتزم بتعاليم ديننا و نصونه القاطعة أما النصوص المحتملة و الاجتهادات فاقتنعت بأمرين: إن تراثنا الفقهي بحر لجي فالصواب ليس حكر على مذهب و لا الخطأ والأمر الآخر من حقنا الموازنة بين الأقوال المروية و اختيار ما نراه أرجح واجدى.

ضرورة غربلة المنقول من التراث و الحضارة الحديثة: نقول يحب أن تغربل التقاليد الشائعة حتى لا يبقى منها إلا ما كان له صلة بالشريعة و من القضايا التي تحتاج إلى اجتهاد جديد قضية التغير الاجتماعي أو الانقلاب الإسلامي و مشكلة نظام الحكم والإدارة في ظل دولة إسلامية و علينا أن ندرس الحضارة الجديدة بما لها و ماعليها ونستفيد من تجاربها.

أثر الأهواء والعصبيات على الدعوة الإسلامية

العصبية الأوروبية خصومة غير مشرفة: عالمية الإسلام ليست موضع جدل و عرفت أنها ذات رسالة كبرى وإن الفتوح العقلية و الروحية كانت أعظم شعاعا من النجاح العسكري للمسلمين حيث شرع الناس يدخلون في الدين أفواج و و الذي نلحظه بعد انتهاء عصر الخلفاء الراشدين تراجع الامويين والعباسيين و العثمانيين في العمل للدعوة وتنمية أجهزتها وأيضا موقف أهل الكتاب كان مشحون بالبغضاء و الكره للإسلام.

الدعوة للإسلام قبل القتال: الدعوة تسبق القتال و الدعوة ليست كلمة إنما هي بيان وانتظار و معاناة و أخذ و رد و الفرق كبير بين من يرى نفسه مسئولا عن الدين وحمايته ونشر تعاليمه وبين حكم يتوسل بالدين لمد سلطانه ودهم أركانه فالوسيلة قد تترك بعد بلوغ الغاية أو تستبدل بغيرها إن سد مسدها.

الدعاة يقومون بدور القيادة: الدعوة الإسلامية لم تتوقف لقد انطلق الفقهاء و التجار إلى أنحاء العالم و نشأ وضع عجيب بعد الانسياح الباهر فقد دخلت أقطار في دين الله لم تعرف عنها بغداد او القسطنطينية لأن أجهزة الدعوة المركزية كانت مشلولة و انتهزت الصليبية الفرصة و أغارت على الموحدين و كانت الأمة كالغريق الذي يحاول النجاة.

قصور الحكم و أثره في الاضطراب العلمي في الإسلام

كانت دولة الخلافة حريصة على سلامة المعرفة لكن في عهد الحضارة انتشرت الترجمة التي نقلت إلينا تراث أمم أخرى أهمها اليونان و إنني أقول لا أرخص حكمة جاءت من عدو بيد ذلك لايعني تأخير مالدي و استقبال الجديد بحفاوة تنسي الأصل.

الإسلام منهاج كامل يوضح العلاقات الآتية

  • علاقة المؤمن بربه على أساس التوحيد والطاعة.
  • علاقة المسلم بالدولة التي تحكمه.
  • علاقة المسلم بالمجتمع و الأسرة.
  • علاقة المسلم بالبيئة و الحياة.

القصور في منهج الإسلام.. خطر داهم: إن التوسع العلمي مضى في طريقه قبل الوفاء بصورة المنهاج الكامل وكتابة خلاصات التعليم والدعوة و أعرف أن الحكم الفردي جمد عدة فرائض و بعض البيئات غلبت تقاليدها على تعاليم الدين و لكن الإسلام ظل و سيظل مضبوط المصادر نقي المنابع.

والحضارة الأوربية الحالية كما قال الأستاذ الجارودي تحتضن ثقافة تقوم على مبادئ ستودي بالعالم إلى الانتحار وهي

  • الفصل بين العلم والحكمة أو الوسائل و الغايات.
  • إخضاع كل حقيقة بمفهومها المادي.
  • الفردية أو الأنانية.
  • إنكار التسامي او انكار القدرة على الإفلات من هذه المتاهات.

من كتاب أسرار تأخر العرب والمسلمين: العلم المغشوش يهز الأمة ويخدم الاستعمار

و قد لاحظت ثمار مرة لهذا العلم المغشوش وهي أن بعض الطلاب الذين لا يحسنون إعراب جملة يقولون عن الأئمة المتبوعين: هم رجال ونحن رجال و أن نفرا من العمال فرطوا في أعمالهم الحرفية مكتفين في إثبات تدينهم بثوب قصير أو.. و أن عملاء روسيا وأمريكا ايقاظ في محاربة الإسلام بإبراز جماعات متطرفة و التغاضي عن نشاطها لتكون دعاية حقيقية ضد الإسلام.

الطريق لحل الخلاف في قضية التأويل: هو غربلة ثقافتنا حتى يتساقط التافه بصمت و يبقى ما ينفع الناس و نحمد الله أن بقي كتابه محفوظا و السنة محروسة بعلماء ثقات.

من كتاب أسرار تأخر العرب والمسلمين حد أدنى لثقافة المسلم في الإسلام

الإسلام ليس فلسفة أخلاقية او نظام سياسي فقط بل إنه مجموع أمرين و جملة أخلاق يكون الإيمان بدونها صفرا:

  • خشية الله فالشعور بالرهبة يغمر الفؤاد من الله وحده.
  • رجاء الله له معنى اشرف و أذكى و هو يومض من الإيمان والثقة فيما عند الله.
  • الصبر و الشكر و هما ركنا الإيمان بعد أن يتحول من صورة ذهنية إلى واقع عملي.
  • توفير الأسباب مطلوب والغفلة عنه جريمة و نود التنويه أن الأمور لا تبلغ تمامها إلا بمشيئة الله تعالى.
  • حب الله و ذكره و هو تجديد و توكيد لمعرفته بعد الإيمان به 
  • و اخيرا التوبة وهي خلق لا ينفك عنه مؤمن.

الحكمة و الضبط الاجتماعي: لقد وردت في القرآن عشرات المرات و الحكمة هي من خصائص النبوات التي تسوس الناس و تنظيمهم و هي المعنى الباطن لكلمة الميزان و الميزان هو الجانب العملي لكلمة الحكمة.

مرتبة أخرى من المعرفة الدينية 

المسلمون مكلفون بهداية الفكر والقلب الإنساني و لكن علينا أن ندرس الفكر في كل قطر لأن فاقد الشيء لا يعطيه و ذلك يؤكد الحاجة إلى علماء بحور في جميع المعارف وظيفتهم تخريج ذوي الانصبة المحدودة التي تمثل المستوى الأدنى للمسلم و النظر في أساليب الدعوة العالمية و طرح شرح الإسلام بالخارج.

من كتاب تأخر العرب والمسلمين: جيل يذهب ضحية العجز و الغدر

بسبب قصورنا العلمي و الغزو الثقافي تخرج جيل خرب القلب ليطمئن الاستعمار الثقافي بشقيه الشيوعي و الصليبي و بعد ظهور نظريات التطور والاكتشافات العلمية الغربية تعرض الموقف الديني لصعوبات و نذكر من هذه الاكتشافات: 

اكتشاف كروية الأرض ودورانها حول الشمس وكانت الكنيسة ترى الأرض ثابتة  و نظرية دارون التي لا تفرق بين الإنسان والحيوان إلا من حيث الدرجة و تفتخر كون الأجداد قردة لا من نسل القاتل لأخيه و التحليل النفسي الذي يؤكد أن أفكارنا وعقيدتنا نتيجة لتوامل خفية و رغبات مكبوتة.

الإلحاد ..مرض: إن الغاية المنشودة هي تضليل الشباب المسلم و إيهامه أن الدين وهم و أن الإلحاد هو منطق العلم و العقلاء فعلينا أن نتمسك بعقيدتنا و نزيد من طاعتنا لأن الغاية منها تزكية النفس ورفع مستواها المادي و الأدبي  برؤية المجد الإلهي و قيام الله تعالى على خلقه.

أحوال اليوم و آمال الغد

إن بقاء الاسلام و انتشاره في بقاع كثيرة لا بعود.لنشاط اتباعه بل إلى سلامة عقيدته و يسر تعاليمه و اتصاله بفطرة الله في خلقه و مستقبل الإسلام رهين بعد.مشيئة الله تعالى بجهود أبناءه لا بإرادة اعدائه.

و خلاصة الكلام أن الوحدة الإسلامية طريق طويل لكنه ضرورة و حياة و الانتماء الاسلامي حقيقة شريفة القدر ممتدة الأثر فالقرآن وحي من الله و محمد صلى الله عليه وسلم هو الإنسان الأولى شرفا و صدقا و بلاغ و الإسلام هو المنهج الذي توارث النبيون الدعوة إليه و اللغة العربية هي لغة الوحي و الدعامة الكبرى للوحدة الاسلامية.

هل كان محتوى هذا الكتاب مفيدا لك؟ شاركنا في التعليقات

اقرأ المزيد ما لا تعرفه عن الاشتراكية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى