تمتاز اللغة العربية عن غيرها من اللغات بجمال اللفظ، وحسن النطق، وتعدد الألفاظ الدالة على ذات معنى، إليك أهم محطات اللغة العربية، وكيف كانت نشأة اللغة العربية .
• نشأة اللغة العربية
ليس لنشأة اللغة العربية تاريخ معين أو زمن محدد، إذ ان اللغات تتشكل ببطء على مر زمن طويل اضف الى ذلك ان الروايات تعددت والحكايات اختلفت في منشأ هذه اللغة.
فيرى بعض رجال الدين أنها العبارات التي لُقنها آدم عن رب العزة سبحانه، ويرى آخرون أنها لغة قبيلة يعرب بن كنعان ولهم نسب اسمها بينما يذكر البعض أن أول من تحدث بها هو اسماعيل بن ابراهيم الخليل.
والحاصل أن الثابت عندنا أنها إحدى اللغات السامية التي تطورت عن العربية البدائية حيث عثر على أقدم نص محفور لها جنوب الشام وشمالي شرقي الجزيرة العربية.
• خصائص اللغة العربية
تتميز اللغة العربية بأنها غزيرة المفردات مقارنة بغيرها من اللغات، إذ يقدر عدد الكلمات فيها دون المكرر 12 مليون كلمة بينما الانجليزية مثلا لا تتجاوز 700 آلف كلمة بأعلى التقادير.
كما تتميز اللغة العربية بأن لها أصوات متناغمة مع المشاعر التي تعبر عنها تلك الكلمات فيمكن لغير الناطق بها معرفة شعور المتحدث من نبرة كلامه ونغمته.
فتجد أن الكلمات الموحية بالحزن رقيقة مرهفة للسامع، وهكذا وتتميز هذه اللغة كذلك بليونتها فللمتحدث تقديم الفعل على الفاعل أو العكس، أو إخفاء الفاعل، كما يمكنه استخدام تصاريف عديدة تعبر عن زمن الفعل أو عن المعنى مجرداً من الفعل.
وهي لغة مرنة يمكن فيها إدراج الكلام المستحدث على ميزان صرفي يقعّد اللفظ الجديد على قواعد اللغة القديمة.
ويميز اللغة كذلك انسيابها على اللسان بسلاسة ورشاقة متى أراد المتحدث فتجد الهمزات المعجمة والألفات الممالة في لهجات العرب الأصيلة.
• الاصطفاء الرباني لهذه اللغة
حسب المعتقد الإسلامي، فقد اختار الله جل جلاله هذه اللغة دون غيرها من اللغات لتكون حاملة لأعظم رسالاته، وأكرم كتبه سبحانه، بل نالت هذه اللغة شرف أن تكلم رب العزة والجبروت بها حرفاً وصوتاً.
ولك أن تنظر في كتب السير، والتراجم، تأثير رسالته سبحانه على أفصح العرب قريش وغيرها من القبائل وهذه دلالةٌ صارخةٌ على كمال هذه اللغة، وعظيم قدرها حسب ديننا الحنيف.
وقد وردت آثارٌ بأنَّ العربية ستكون لغة أهل الجنة يوم القيامة، ولكن لم يثبت لنا شيء منها على الصحيح من أقوال المحدثّين.
• ارتباط اللغة العربية الوثيق بالشريعة
بعد أن اعتنق الناس دين الله عز وجل “الإسلام”، ودخلوا فيه أفواجا وجماعات كان لابد لمن يتصدر السيادة والرياسة أن يكون محيطاً بهذه اللغة.
فصيحاً مطلعاً على معانيها وقواعدها وذلك ليستطيع فهم نصوص الشريعة فهماً صحيحاً سليماً.
فأقبل الناس على هذه اللغة إقبال العطش على الماء، ليشبعوا رسالة ربهم دراسةً وبحثاً وتنقيحاً، فما استطاعوا أن ينهلوا من عظيم معاني الشريعة إلا الشيء اليسير، فكتبوا فيه الكتب والمجلدات التي فاضت بها المكاتب الإسلامية في كل بلد حكمه الإسلام.
سواءً كان عربياً أواعجمياً، فهذه مكتبة بغداد وقرطبة والشام والمدينة المنورة، تذخر بكتب كتبت باللغة العربية، تخوض في بحار علوم الشريعة قبل أن تبصر أوروبا النور بقرون طويلة.
وهذا ما جعل اللغة العربية تتطور بمصطلحاتها ومعانيها، في ضوء الشريعة الإسلامية، وقد ثبتت الشريعة الإسلامية جذور اللغة ومفرداتها التي وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية تثبيتاً راسخاً، لا يزول ما دامت الشريعة قائمة بقرآنها وسنة نبيها.
فحمتها من التبديل أو التحريف أو زيغ الألسن وغيره مما يطرأ على كل لغة ليس فيها كاتبٌ خالدٌ محفوظٌ، يدرُسه الصغير والكبير الطفل والشيخ الصبي والبنت من مشرق الأرض إلى غربها.
• مكانة اللغة العربية في الإسلام
ومما سبق يتبين للقارئ عظيم المكانة التي أعطاها الإسلام للغة العربية، فمهما تطورت اللغات وعظمت وسادت ودرست ستبقى لغة القرآن محفوظة مدروسة مطلوبة، ولن يتصدر في عالم إسلامي قويم رجلٌ لا يحسن القرآن ولا يحسن لغته.
ولن يفلح في المشرق رجل لا يقرأ الفاتحة ولا يحسن العربية، هذه اللغة التي ينطق بها حوالي نصف مليار نسمة حول العالم، ما كانت لتبقى وتسود هكذا.
وتحتل مكانتها بين اللغات، في مضامير الأدب والفن والعلم لولا الإسلام الذي حفظها، وحماها وأنشأ لها أرضاً خصبةً للازدهار والانتشار والتوسع.
اقرأ عن الحلقات التعليميّة
الخاتمة
من الصعب معرفة كل لغة كيف نشأت اللغة العربية، إلاّ أنّ اللغات تتطور باستمرار، ويزداد انتشارها، فهناك الكثير من اللغات المنتشرة التي لم يكن لها وجود في الأصل.
بعض اللغات حرّفت حتى فنيت لم يبق لها إلا الذكر، إلاّ أن الارتباط الوثيق بين اللغة العربية والقرآن والسنة حافظ عليها وعلى هويتها من الإنحراف والتغيير أو حتى الفناء.
ما هي مقوّمات اللغة العربية برأيك؟ وما هو مستقبلها؟
بقلم الكاتب: أحمد الإسحاق