إن نظام المناعة السليم يهاجم كل ماهو غريب عن الجسم من بكتريا وفيروسات وغيرها من الأجسام الغريبة ليحمي الجسم من الأضرار التي قد تنجم عن هذه الأجسام. إلا أن الخلل في نظام الجهاز المناعي قد يؤدي إلى جعله يهاجم أعضاء الجسم معتبراً إياها غريبة عن الجسم، فيؤدي ذلك إلى ظهور أحد أمراض الجهاز المناعي.
سنناقش في هذا المقال أهم أمراض المناعة الذاتية.
مرض السكري من النوع الأول
يقوم البنكرياس الطبيعي بإنتاج هرمون الأنسولين الذي يعمل بدوره على إدخال الغلوكوز إلى الخلايا لإنتاج الطاقة والحفاظ على سكر الدم بنسبة معتدلة.
في مرض السكري من النوع الأول يقوم الجهاز المناعي بمهاجمة خلايا البنكرياس وإتلافها فيؤدي ذلك إلى إنتاج الأنسولين بكميات قليلة وبالتالي ارتفاع نسبة السكر في الدم، ويتمثل ذلك بأعرض كثيرة منها: الشعور بالعطش أكثر من المعتاد، فقدان الوزن والشعور المستمر بالتعب والضعف.
التهاب المفاصل الروماتويدي
ينتج الغشاء المبطن المحيط بالمفاصل- عند الإنسان السليم- سائلاً يساعد على الحركة بسهولة ومرونة أكبر ويقلل الاحتكاك بين النسج المفصلية والعظمية لتجنب إتلافها.
في هذا المرض يهاجم الجهاز المناعي النسج السليمة للمفاصل فيؤدي إلى احتكاكها وتورمها وبالتالي إتلافها ليصبح تحريك المفاصل أمراً صعباً. ولا يقتصر الأمر على إتلاف المفاصل بل يتعداه مسبباً ضرراً للعديد من أعضاء الجسم، فقد يؤدي الالتهاب الحاصل إلى تلف عضلة القلب والأعصاب وجفاف العين والفم، وأمراض الرئة.
من أمراض الجهاز المناعي مرض السرطان بأنواعه
ملايين الخلايا تتجدد في الدقيقة الواحدة وربما في أجزاء من الدقيقة، حيث تتضاعف الخلايا التي لم تعد قادرة على القيام بوظائفها وتنقسم قبل أن تتلف أجزاءها وتقتل نفسها من خلال عملية تسمى (apoptosis) وهي عملية موت الخلايا بشكل مبرمج ومخطط له من قبل الجسم.
إن أي خطأ في عملية الموت المبرمج أو عملية الانقسام قد يؤدي إلى تشكل خلية سرطانية، وفي الوضع الطبيعي الجهاز المناعي قادر على اكتشاف هذه الخلية والقضاء عليها مباشرة قبل أن تتكاثر، إلا أن أي ضعف أو خلل في الجهاز المناعي قد يمنعه من اكتشاف هذه الخلية والقضاء عليها فيتشكل الورم السرطاني.
من أمراض الجهاز المناعي التصلب المتعدد
يكون العصب السليم محاط بطبقة تسمى الميالين، حيث تعمل هذه الطبقة على تسريع النقل العصبي من وإلى المخ، وتعتبر هذه الطبقة متجددة، وتحيط جميع أعصاب الجسم ماعدا بعض الاستثناءات.
في مرض التصلب المتعدد يهاجم الجهاز المناعي طبقة الميالين ويتلفها، مما يؤدي إلى العديد من الاضطرابات التي تختلف شدتها بحسب شدة المرض، ومن هذه الاضطرابات: فقدان الرؤية بوضوح، عدم القدرة على المشي والشعور بالتنميل.
التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو
تفرز الغدة الدرقية هرمونات تنظم العديد من وظائف الجسم في الوضع الطبيعي، إلا أنه في داء هاشيموتو يهاجم الجهاز المناعي خلايا الغدة الدرقية التي تفرز هذه الهرمونات، مما يؤدي إلى قصور في الغدة الدرقية. من أهم أعراض هذا المرض: تضخم الغدة الدرقية، ضعف العضلات، التعب والاكتئاب.
الخلاصة
مازالت أسباب الأمراض المناعية مجهولة إلى يومنا هذا، وهناك الكثير من العوامل التي يمكن أن تلعب دورًا في أمراض المناعة، ومع الأسف لا يوجد علاج نهائي لمعظم أمراض المناعة ولكن يمكن إدارتها بمساعدة طبية.
اقرأ أيضًا: 6 طرق مهمة للوقاية من ارتفاع ضغط الدم
