كيف تعرف أنك تعاني من مرض الاكتئاب
بات مرض الاكتئاب الأكثر انتشارًا في الوقت الحالي وخصوصًا لدى الأجيال الجديدة، فكثير ما نسمع أن ذلك مكتئب وتلك تعاني من الاكتئاب والحزن على الدوام.
ولعلّ المفهوم الخاطئ للاكتئاب هو ما يسبب الذعر في قلوب من يصيبهم بعض الحزن ليتوهمون بأنهم مصابون به، فيسيطر عليهم هذا الوهم وتتفاقم الأمور بشكل سلبيّ.
أو على العكس، فإن قلة الوعي لأعراضه تجعل الكثيرين يظنون أنه حزن عابر ولا يلقون له أي اهتمام، و عندما نرى شخصًا يمرّ بالاضطراب الاكتئابي لا يسعنا فهمه وفهم ما يعانيه، ولذلك نحكم عليه بالمبالغة أو الوهم، وهذا ما سيخفض نسبة شفائه ويزيد من حدّة المرض.
فمن الضروري جدًّا زيادة الوعي تجاهه لنستطيع مساعدة أنفسنا وذويّنا أيضًا.
ما هو مرض الاكتئاب؟
الاضطراب الاكتئابي هو مرض نفسي يسبب اضطرابات في المزاج، يرافقه شعور دائم بالحزن، وفقدان المتعة في جميع الأمور، وقلة تقدير الذات واحتقارها ربّما، بالإضافة للإحساس بالذنب على الدوام، ونقصان في التركيز، مع مصاحبته لبعض الأعراض الجسدية كفقدان الشهية وغيرها.
إن هذه الأعراض ستؤثر بالتأكيد على مشاعر وتصرفات وتفكير المريض، وهذا ما سيسبب له المشاكل العاطفية والجسدية والتي تتضمن بدورها ضعف في أداء الأنشطة اليومية.
أسباب مرض الاكتئاب:
لمرض الاكتئاب أسباب متعددة، منها:
- أسباب وراثية: إن الأفراد الذين لديهم أقرباء بالدم يعانون من هذا المرض، قد تزيد نسبة خطر الإصابة بالاكتئاب لديهم.
- الهرمونات: مثلًا عند الحوامل أو حتى الأسابيع أو الأشهر التي تلي الولادة (اكتئاب ما بعد الولادة).
- طبيعة الشخص: تزيد نسبة التعرض للاكتئاب عند الأشخاص الذين يعانون من القلق الدائم، أو نقص في تقدير الذات والثقة في النفس بشكل عام، أو الذين يعرضون أنفسهم لجلد الذات واللوم المستمر.
- التعرض للصدمات أو الضغوطات: من الطبيعي أن تكثر فرص الإصابة بالاكتئاب عند أولئك الذين تعرضوا لصدمات نفسية وعاطفية، أو عند الذين يعانون من الضغط المستمر في العمل أو غيره.
أعراض مرض الاكتئاب:
من الضروري جدًّا التعرّف على أعراض مرض الاضطراب الاكتئابي وزيادة الوعي تجاهه وذلك لاكتشافه في مراحله المبكرة وزيادة فرص النجاة منه، ومن أعراضه:
- الشعور الدائم بالحزن: إن الحزن الدائم مع مرافقة البكاء أو كتمانه يدلون حتمًا على وجود الشخص في حلقة من حلقات الاكتئاب.
- فقدان المتعة والاهتمام في غالبية الأنشطة الاعتيادية.
- نوبات من الغضب والتهيج.
- الإحباط واليأس المستمر.
- اضطرابات في النوم: وهذا يشمل النوم المتقطع والأرق، بالإضافة للنوم الزائد.
- الخمول وفقدان الطاقة: الشعور بالإرهاق والتعب حتى عند محاولة إنجاز أبسط المهام، فأصغر المهام تلزم عند مريض الاكتئاب جهدًا كبيرًا.
- اضطراب في الشهية: إما فقدانها ومرافقة ذلك مع فقدان الوزن المستمر، أو على العكس؛ زيادة الرغبة في تناول الطعام وزيادة الوزن.
- راجع مستوى التفكير والتحدث.
- الإحساس الدائم بالذنب وقلة الثقة وانعدام القيمة.
- أفكار انتحارية، والإقبال عليه في مراحله المتقدمة.
- الصداع الدائم أو آلام في الظهر وغيره من المشاكل الجسدية غير المبررة.
الفرق بين الحزن والاكتئاب:
جميعنا نمر بحالات عصيبة، ومن الطبيعي جدًّا أن نستجيب لها ونشعر بالحزن إثرها، وهذا الحزن هو شعور عاطفي طبيعيّ يمكن لأي إنسان أن يمر به.
فالحزن بحالته الطبيعية غير مقلق بتاتًا إن تعاملنا معه على الفور، وعادةً ما يفرق الخبراء بينه وبين الاكتئاب أن الحزن يرتبط بحافز معين، مثل فقدان أحد الأحبة، أو الطلاق، أو فقدان العمل، كل تلك الأمور ستسبب الحزن لا محالة.
أما إن كان الحزن طويل الأمد، وخرج عن كونه استجابة لحافز معين وأصبح دائمًا ومؤثرًا على وظائف الحياة الاعتيادية، فلم يعد حزنًا طبيعيًّا أبدًا، وأصبح ما يسمى بالاضطراب الاكتئابي أو الاكتئاب.
فالحزن بمراحله المتقدمة وعندما يكون الشخص غير قادر على العودة لحياته الطبيعية بعد فترة جيدة، قد هذا يكون مؤشرًا لمرض الاكتئاب، وفي هذه الحالة لابد من مراجعة الطبيب بسرعة كبيرة.
علاج مرض الاكتئاب:
لا يمكن ترك مريض الاكتئاب ليُنجي نفسَه بنفسِه، فهذا المرض من الضروري جدًّا اللجوء إلى طبيب مختص لمتابعة المريض والتخلص من الاكتئاب الذي يعاني منه.
فمريض الاكتئاب في حالاته المتقدمة غير واعٍ لمرضه وتأثير هذا المرض على حياته العاطفية والمهنية، وقد يكون مقبلًا على الموت في تلك الحالة، فيجب مساعدته وأخذه إلى طبيبٍ مختص ليعود إلى حياته الطبيعية بعد فترةٍ من العلاج.
وهذا العلاج يكون إما على شكل جلسات نفسية أو أدوية طبيّة، وحسب رأي الأطباء فإن المزج بينهما هو الأفضل والأسرع مفعولًا.
إن مرض الاكتئاب يحتاج إلى الكثير من الصبر، صبر المريض نفسه للتكيف مع الأدوية وإيجاد الدواء المناسب له، وصبر المحيطين به ودعمه ومساعدته على الشفاء التام من هذا المرض بإذن الله.
الخلاصة:
إذا كنت تعاني من معظم هذه الأعراض فلا تتردد أبدًا في اللجوء لطبيبٍ مختصّ بأسرع وقتٍ ممكن، فهذا سيساعدك على العلاج والتخلص منه بسرعة أكبر.
أو في حال معرفتك لأحدٍ يعاني من هذه الأعراض أو أغلبها فلا تتردد في أخذه لطبيب نفسيّ على الفور، ولا تنسَ أن تكون داعمًا ومرافقًا له في فترة علاجه الشاقّة.
اقرأ أيضًا: الشخصية النرجسية، كل ما تريد معرفته عنها.
بقلم الكاتبة: صالحة الطه