علم النفس

6 أخطاء شائعة في تربية الأطفال لا ترتكبيها مع أطفالك

كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته)، فتربية الأطفال هي مهمة صعبة ومسؤولية كبيرة، فهي تتطلب من الآباء والأمهات الكثير من الحب والصبر والحكمة والتوازن، ولكن، في بعض الأحيان، قد يقع الآباء والأمهات في بعض الأخطاء التي تؤثر سلبًا على نمو وتطور أطفالهم، سواء على المستوى الجسدي أو العقلي أو النفسي أو الاجتماعي. هذه الأخطاء قد تكون ناتجة عن جهل أو سوء فهم أو تقليد أو ضغط أو غيرها من العوامل.

في هذا المقال، سنستعرض معكِ بعض أهم الأخطاء الشائعة في تربية الأطفال، والتي يجب عليكِ تجنبها مع أطفالك، لتحميهم من المشاكل والصعوبات التي قد تواجههم. كما سنقدم لك بعض الحلول والبدائل التي تساعدك على تربية أطفالك بشكل صحيح وسليم.

إهمال جانب الثناء والتشجيع:

كثيرًا ما ينسى الآباء ضرورة مدح أولادهم على وجودهم، على سعيهم ومحاولاتهم الفاشلة أيضًا، فمن الخطأ تخصيص المدح للتجارب الناجحة فقط، بل يجب أن تخصصين جانبًا لمدحهم على المحاولة والتجربة فقط.

وهذا ما سيعلم طفلك التركيز على سعيه وليس فقط على النتائج النهائية، بالإضافة إلى أن التقصير في المدح والثناء له، سيجعله دائم الاحتياج للمديح والثناء من قبل الآخرين طوال الوقت.

الانفعال الزائد والغضب السريع:

لا يوجد طفل معصوم عن الخطأ، ومن الطبيعي بل والجيد أن يرتكب الأطفال الأخطاء في هذه المرحلة من عمرهم، فهي التي ستعلمه أن هذا خطأ، وأن عليه فعل الصواب في المرة القادمة، ولكن غالبًا ما تقود أفعال الطفل الخاطئة إلى عصبية شديدة من الأم، وغضب مخيف ينصب عليه، وهذا ما لا تدرك الأم مساوئه على طفلها.

فكثرة المسؤوليات وضيق الوقت والخوف على أطفالها تجعلها دائمة التوتر والعصبية، بالإضافة للمشاكل الزوجية التي تمرّ بها كل أم، ولكن هذه العصبية تنتج عنها أضرارًا لا تتوقعينها، فعندما يعتاد طفلك على هذه العصبية والتوتر؛ لن تنفع معه العقوبات التي تفرضينها عليه وسيخرج عن سيطرتك تمامًا.

كما يمكن أن يؤثر ذلك على نفسيته ويجعله يعاني من الخوف الدائم وضعف الشخصية، أو على العكس، يأخذ طفلك هذا السلوك ليصبح عصبيًا ومتوترًا طوال الوقت. وإذا رافق هذه العصبية تعنيف الطفل، سيكون الوضع أسوأ بمراحل، لما يؤديه من اضطرابات جسدية وأمراض لدى الطفل، بالإضافة لتوليد سلوك عدواني لديه وتوليد الحقد اتجاهك.

فيجب وضع حدود لعصبيتك قدر الإمكان، فعندما تجدين أنك على وشك الانفجار، حاولي التهدئة من روعك وأخذ نفس عميق وعدم إبداء أي رد فعل مضر بطفلك، وفكري كيف يمكنك حل الأمر بهدوء وتروٍ. وحاولي أن تكثري من الحوار مع طفلك، فهذا سيغرز لديه ثقافة حل المشاكل ويعلمه التصرف عند الخطأ، ولا ضرر من الاستعانة بالأب إن لم تستطيعي تهدئة نفسك، ليتصرف هو مع طفلك حتى تتخلصين من عصبيتك.

الاستسلام لرغبات الطفل من أخطر أخطاء تربية الأطفال:

تربية الأطفال

عادة الأطفال عند إلحالحهم على أمر معين أن يبدؤوا بالصراخ والبكاء أمام الجميع وبشكل جنوني، وذلك ما يسبب الحرج الكبير للأمهات لتستسلم وتحقق مطلب طفلها.

وهذا بالطبع تصرف خاطئ، فيوجد أوقات يجب أن تتمسكي بقراراتك مهما بلغ صراخه وبكاءه، فالاستسلام الدائم سيعلم الطفل أن هذه هي الطريقة المجدية لتنفيذ ما يريد، وسيزيد من إحراجه لك وصراخه في كل مرة يريد أن تحققي له ما يطلبه.

فحاولي دائما تعليمه كيف يتعامل مع مشاعره، والتزمي بقرارك إن كان رفضًا أو قبولًا لمطلبه، وأيا كان القرار، اجعله قبله مساحة للتفكير، وبرري له موقفك بحزم. ومن الأفضل ان تعطيه بدائل عن مطلبه، مثلًا عندما يريد أن يشتري شيء ما أثناء التسوق، يمكنك استبدال “لا يمكننا شراءه فهذا مكلف جدًّا” ب “لنذهب للمنزل ونفكر بأشياء أخرى يمكننا شراءها”.

القلق الزائد والحماية الزائدة:

لا شك أن الأطفال هم مسؤولية آبائهم، ويجب عليهم حمايتهم دائمًا، ولكن عندما تكون هذه الحماية مفرطة ستنعكس على سلوك الطفل وقدرته في اعتماده على نفسه.

هذا السلوك من الآباء سيتسبب في ضعف شخصية الأطفال، وعدم قدرتهم على الاستقلالية، كما يؤثر في ثقتهم بأنفسهم واستطاعتهم على التكيف والتحمل، فالأطفال الذين يعيشون هذا النوع من الحماية المفرطة والخوف الدائم عليهم معرضون مستقبلًا للاكتئاب بشكل أكبر من أولئك الذين أخذوا حقهم في الفشل وارتكاب الأخطاء.

ولتجنب هذا، يجب على الآباء إعطاء مساحة خاصة للطفل ليرتكب الأخطاء ويفشل أحيانًا، وأن يعززوا لديهم الاستقلالية عبر تركهم يتخذون قراراتهم بأنفسهم ولكن مع توجيهات صحيحة يقوم بها الآباء.

السماح بالاعتماد الزائد على التكنولوجيا أشيع أخطاء تربية الأطفال:

برز تحدٍ جديد للآباء في هذا العصر، وهو التعلق بالهواتف والتكنولوجيا عمومًا. ففي بعض الأحيان تستلم الأمهات لرغبات طفلها وذلك لتبعد إزعاجه وتنجز مهام المنزل بهدوء.

ولكن هذا سيزيد تعلق طفلك بالهاتف، وسيؤثر ذلك على سرعته في النطق والتركيز والانتباه أيضًا، بالإضافة لما تسببه من مشاكل في النوم والإجهاد الدائم، كما تجعل طفلك انطوائيًا ويزيد خطر إصابته بالتوحد، فالتعلق بالتكنولوجيا سيجعله قليل الاحتكاك والتفاعل مع أقرانه من الأطفال، وهذا ما سيضعف لديه مهارات التواصل والقدرات الاجتماعية عمومًا.

ولحل هذه المشكلة، لا بد من تخصيص وقت قصير لاستخدام طفلك لهاتفك، وتحت مراقبتك الدائمة له، ويمكنك استبداله بألعاب تنفعه وتقوي من قدراته الذهنية وتركيزه، بالإضافة لممارسة الرياضة التي ستجعله يتفوق على أقرانه بالقدرات الجسدية والذهنية.

عدم القضاء معهم وقتًا كافيًا من أسوأ أخطاء تربية الأطفال:

تربية الأطفال

إن يوم الآباء والأمهات محفوف بالمشاغل والمهام المتراكمة، من عمل الأب ومهام الأم المنزلية، ولذلك ربما لا يجدون وقتًا يقضونه مع أطفالهم ليلعبوا ويكونوا معهم.

ولكن يخفى على الآباء الآثار السلبية لحرمان أطفالهم من دقائق قليلة من وقتهم، فهذا سيخلق حواجزًا بين الوالدين والأطفال وهذا ما سيؤثر على علاقتهم لاحقًا، كما يتسبب ذلك بضعف القدرات الاجتماعية لديهم، فالوقت الذي تقضيه مع أطفالك يعتبر بمثابة فرصة لتطوير مهارات التواصل والتعاون والاحترام الاجتماعي، وعدم وجود هذا الوقت سيؤثر سلبًا في هذه الأمور.

فمن الضروري جدًّا تخصيص وقت منتظم لأطفالكم فقط، تلعبون معهم بقواعدهم الخاصة في اللعب، وتتحاورون في أمورهم البسيطة والعفوية، وهذا ما سيقيهم من القلق والاكتئاب، وسيزيد من نمو عقلهم وجانبهم العاطفي.

الخلاصة:

نرجو أن تستفيدي من هذه النصائح كي تربية أطفالكِ بشكل صحيح وسليم. فالأطفال هم أمانة في أعناقنا، وهم ثمرة حياتنا، و مستقبل أمتنا. فلنحافظ عليهم، ونرعاهم، ونزرع فيهم الخير والفضيلة. فكم من طفل نشأ في بيئة صحية وسعيدة، فأصبح شخصًا نافعًا لأمّته.

بقلم الكاتبة: صالحة الطه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى