التعلم الذاتي: تعريفه وأهميته ونصائح تساعدك على الاستمرار.
في عصرنا الحالي أصبح التعلم الذاتي من الضروريات حيث أن التطورات السريعة للتكنولوجيا من الضروري التعرف عليها ومواكبتها بسرعة ويعتبر أفضل طريقة لذلك.
وذلك لأن التعرف على كل جديد بشكل أسرع سيساعدك على الاندماج مع التغيرات الحاصلة في بيئة العمل دون عوائق وأيضاً سيبقيك في المقدمة.
إذا كنت ترغب بالبدء في التعلم ذاتياً فهذا المقال سيساعدك على الاستمرار وإبقاء حماس البدايات في نفسك، حيث سنذكر لك خلال المقال مجموعة من النصائح الضرورية والتي ستفيدك بالتأكيد.
ما المقصود بالتعلم الذاتي.
يعد التعلم الذاتي أحد أنواع التعليم الحديثة التي ظهرت بعد التطور التكنولوجي الذي شهده العالم في الأعوام الأخيرة.
ويقصد به أنه الاعتماد الكامل على الذات في التعلم واكتساب المعرفة والمهارات المختلفة دون الحاجة للتوجيه من معلمين أو مدربين بشكل مباشر، بالإضافة إلى عدم الالتزام بشكل أساسي في مؤسسات تعليمية.
يحتاج هذا النوع من التعليم لكي يحقق النجاح إلى دافع داخلي قوي من قبل الفرد ناتج عن رغبة المتعلم باكتساب المزيد من المعرفة وتعلم كل ما هو جديد، ولا يمكن أن يجتمع الإجبار والتعلم الذاتي معاً وذلك لكون الرغبة والإصرار على التعلم أهم العوامل للتعلم الذاتي الناجح.
قبل التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم الآن كان الفرد يتعلم ذاتياً من خلال الذهاب إلى المكاتب المتواجدة في المدينة أو ربما يحتاج الذهاب لمدينة أخرى، لكن في العصر الحالي أصبحت عملية التعلم الذاتي أكثر سهولة من خلال توفر العديد من المنصات والمؤسسات التي تتيح العديد من الدورات التدريبية عبر الإنترنت والتي يمكن الحصول عليها في أي مكان من العالم.
ليس من السهل أن يتعلم الفرد ذاتياً حيث أنه يحتاج إلى الكثير من الصبر والجدية والانضباط، لكن التعلم الذاتي أصبح من ضروريات هذا العصر حيث أن الدراسة الجامعية أصبحت لا تكفي للاندماج في سوق العمل، بل يحتاج الطالب لتعلم العديد من المهارات الجانبية لدعم القدرات ومواكبة التطورات ومعرفة كل ما هو جديد.
وسنذكر من خلال هذا المقال أهم النصائح التي ستساعدك على الاستمرار في التعلم الذاتي تابع معنا.
اقرأ أيضاً: أهم 10 مميزات للتعليم عن بعد
أهمية التعلم الذاتي
لا شك بأن التعلم الذاتي أصبح لا يقل أهمية عن التعليم التقليدي، خاصة في ظل وجود المنافسة العالية في شتى المجالات في سوق العمل، والفائز هو من الذي يسعى جاهداً لمواكبة التطورات والتعرف على كل ما هو جديد.
وسنذكر من خلال هذه السطور أهميته وفوائده.
- تكاليف منخفضة أو معدومة.
يعد التعلم الذاتي الخيار الأنسب لجميع طبقات المجتمع، حيث أن العديد من المنصات تقدم التدريبات بشكل مجاني أو مدفوعاً بتكاليف منخفضة، ولا يحتاج الفرد إلا لتوفير شبكة إنترنت ليبدأ بالتعلم.
- مهارات جديدة دائماً.
عند البدء بالتعلم ذاتياً فإن الفرد سيتعلم مهارات جديدة تلقائياً بالإضافة إلى المهارات الأساسية، حيث سيتوجب عليه إدارة وقته بشكل جيد وتحديد الأهداف بشكل صحيح بالإضافة إلى تعلم المهارات التقنية الأساسية.
- مواكبة التطورات.
من خلال الاعتماد على التعليم الذاتي ستتمكن من معرفة آخر التطورات ومواكبتها وتعلمها، مما سيساعدك من الاندماج مع التغيرات التي قد تحصل في بيئة العمل بشكل أسرع.
- مصادر غير محدودة.
تكثر المصادر التي توفر الدورات والتدريبات عبر الإنترنت حول العالم كالمنصات التعليمية والمؤسسات بالإضافة إلى بعض الجامعات التي تقدم تدريبات في بعض التخصصات، لذلك قرارك بتعلم مهارة جديدة ذاتياً فإنه يفتح أمامك عدد غير محدود من المنصات التعليمية، هذا العدد الكبير من المصادر يساعدك في الحصول على التدريبات الأعلى كفاءة على مستوى العالم.
- الاستقلالية.
التعليم الذاتي مرغوب من قبل الأشخاص الذين يفضلون الاستقلالية، حيث يمكنهم تحديد المكان والزمان الذي يتناسب معهم، كما يمكن للأشخاص العاملين التعلم دون التقييد في أوقات محددة أو التعارض مع أوقات العمل.
- الاندماج المبكر بسوق العمل.
في عصرنا الحالي أصبحت التدريبات الداعمة للتخصص الأكاديمي من الأساسيات للدخول إلى سوق العمل، لذلك عند اتخاذ القرار بالبدء في التعلم ذاتياً خلال مرحلة التعليم الأكاديمي سيساعدك على الدخول إلى سوق العمل بشكل أسرع.
وليس بالضرورة الحصول على التدريبات في نفس التخصص الأكاديمي، بل أيضاً يمكن تعلم أحد المهارات التي تمكنك من دخول مجال العمل الحر حتى لو كنت طالباً.
نصائح تساعدك على الاستمرار في التعلم الذاتي.
لكي تتمكن من الاستمرار في التعلم الذاتي والاعتماد على نفسك إليك هذه النصائح التي ستساعدك:
- حدد هدفك:
إن تحديد الهدف هو الخطوة الأولى والأساسية لنجاح التعلم الذاتي، حيث أن البداية العشوائية دون أهداف واضحة سيسطر عليها التشتت والضياع، لذلك عليك التأكد من وضح أهداف ذكية وغير عشوائية، والهدف الذكي هو الذي يتبع للمعايير التالية:
- محدد
- قابل للقياس
- قابل للتحقيق
- محدد بزمن
- قم بجدولة مهامك:
تعد جدولة المهام وتنظيم الوقت من أهم العوامل المساعدة في التعلم الذاتي، وذلك لأن التعلم الذاتي يعتمد بشكل كامل على الفرد دون توجيهات أو تنظيم من قبل أشخاص آخرين أو إدارة.
- اختر مكانك المفضل:
إن اختيار المكان المناسب وتهيئة الطقوس الدراسية التي تفضلها ستساعدك على الاستمرار التعلم ذاتياً بشكل أفضل.
- دون الملاحظات:
من الجيد أن تدون الملاحظات والمشاكل التي تواجهها أثناء التعلم الذاتي والتركيز عليها لتجنب الوقوع فيها في المستقبل.
- اهتم بالمراجعة:
خصص وقتاً من كل يوم للمراجعة السريعة لما تم تعلمه، وأيضاً يوم في نهاية كل أسبوع للمراجعة، حيث أن المراجعة لها دور كبير في تثبيت المعلومة وعدم نسيانها مع الوقت.
- مارس ما تعلمته:
حاول أن تطبق ما تعلمته بشكل عملي، حيث أن الأفكار النظرية ستنسى مع الوقت ما لم يتم تطبيقها.
- قيم أداءك:
يساعد التقييم على قياس مستوى الإنجاز والتقدم خلال عملية التعلم، وأيضاً ستتمكن من معرفة الأخطاء التي ارتكبتها وتعمل على تجنبها في المستقبل.
- لا تتعلم أكثر من مهارة في وقت واحد:
أكثر خطأ يرتكبه المقبلين حديثاً على التعلم الذاتي هو البدء بتعلم أكثر من مهارة في وقت واحد وذلك بدافع الحماس، لكن هذا سيؤدي إلى التشتت والضياع وبالتالي فقدان الرغبة في التعلم.
لذلك من الأفضل اختيار موضوع أو مجال واحد والبدء فيه والتركيز عليه لضمان نتائج مرضية عند الانتهاء، ومن ثم الانتقال إلى موضوع آخر.
- كافئ نفسك:
مكافأة النفس من أهم العوامل المساعدة على الاستمرار، مثلاً تخصيص مكافأة لنفسك بشيء تحبه عند الانتهاء من الساعات المحددة يومياً للتعلم، أو عند إنهاء تدريب معين.
اقرأ أيضاً: التعلم الذاتي: أنماطه ومتطلباته، أساسياته، وأمثلة عملية عليه
الخلاصة:
في ختام هذا المقال نكون قد قدمنا لك ما يكفيك للبدء بالتعلم الذاتي من الفوائد التي يتميز بها إضافةً لعدد من النصائح، والآن لا تتردد في البدء لتبقى في قائمة المميزة في بيئة عملك.
بقلم الكاتبة: أسماء مرجانة