تاريخمقالات رأي

تعرّف على الحلقات التعليميّة وأهميّتها

من مظاهر التعليم

تعتبر الحلقات التعليميّة من أبرز أنواع التعليم المنتشرة في البلاد الإسلامية على مر التاريخ، إذ يلجأ الكثير من الآباء لوضع أبنائهم فيها، لينشأ على أخلاق رفيعة، وسمت حسن، وسلوك قويم.


تكمن أهميّة الحلقات التعليميّة بنظامها التعليمي المميز عن غيرها من أنظمة التعليم المختلفة.

تنشئة الطفل في الحلقات التعليميّة

تعتبر الحلقات في المساجد من أبرز المراكز التعليمية التي يُنشَّأ فيها الطفل على تهذيب النفس ومكارم الأخلاق في ضوء القرآن والسنة.

يتعلم الطفل القراءة والكتابة ومن ثم القرآن بدءاً من قصار السّور، يترافق مع ذلك بكتاب من كتب السنة النبوية أو بعلم من علوم القرآن حسب المرحلة العمرية.

يقسّم الطلاب وفق المرحلة العمرية مع مراعاة الفروق الفردية للطلاب ضمن الحلقة الواحدة.

يقوم معلم الحلقة بإنشاء جدول يحوي أسماء الطلاب وقدرتهم على الإنجاز، وإلى أي حد وصل في حفظه وتعلّمه ويكون هذا في القرآن والتفسير ومتون الحديث.

ينتقل المُتعلم بعد مرحلة متقدمة لدراسة العلوم الشرعية المتنوعة، يكون  ذلك وفق تَطَلُّعه ورغبته،

تقسّم المنهجيات وفق فترات زمنية محددة، يمكن ذلك المتدرب من اختيار عدد الصفحات الواجب اتمامها لكل تلميذ على حدة،

 يتمكن الطالب من الانتقال للمستوى التالي اذا أتم المستوى المكلف به قبل الفترة الزمنية المحددة،

يراجع المعلم لكل تلميذ حفظه منفرداًً، ويستمع له ويلقنه الواجب التالي ليتمه.

ميزات الحلقات التعليميّة

يتعلم الطالب اللغة العربية قراءة باللفظ الصحيح مع التركيز على مخارج الحروف ونطقها، ويتعلم الكتابة الخالية من الأخطاء الاملائيةّ، إضافة إلى تعلمه أحكام التجويد، فيكون بذلك قادراً على قراءة القرآن باللفظ الصحيح والنطق والسليم.

يعتنى بالحلقات التعليمية بربط القرآن بالسنة النبوية وتوضيح معانيها.

لا تحتوي الحلقة التعليمية على عدد كبير من الطلاب، يكون العدد المثالي للحلقة خمسة عشر طالباً، مما يساعد المعلم على متابعة تلاميذه متابعة دقيقة وشاملة من غير تشتت.

 يهتم فيها بكل طالب على حدة، يشارِك فيها مع أولياء أمور التلاميذ مستوى تقدم أبنائهم وأماكن الضعف، ويتعاونون على إصلاحها، كما ينال الطالب المجتهد جوائز تحفيزية.

تحديات الحلقات التعليميّة

يقع على عاتق الحلقات التعليمية مهمة إصلاح الطفل، ليكون أسوةً حسنة في المجتمع، خاصة في ظل الهجمة الغربية الثقافية على بلادنا الإسلامية، مما يزيد من مهامها في المجتمع.

إذ أنها تقوم على تقوية الرابطة بين الطفل واللغة العربية التي هي أساس علوم الشريعة، خاصةً في ظل الهجمة الشديدة عليها وإظهارها بأسلوب سيء في المناهج الحكومية.

في ظل الحملة العلمانية لتشويه التاريخ الإسلامي، يتعلم التلميذ حب الصحابة وآل بيته، كالخلفاء الراشدين وأمهات المؤمنين، ليكون على سوية واستقامة، فيتّبع آثارهم ويقتدى بفعالهم.

سوء المناهج التعليمية البعيدة كل البعد عن المنهاج القويم، المليئة بالحشو الفارغ، يزيد الحمل على الحلقات التعليمية، لترميم النقص الحاصل عند الطلاب. 

اقرأ عن مالا تعرفه عن الارض المقدسة

الخاتمة

هناك الكثير من الطلاب الذين تعلموا ضمن حلقات تعليمية، وبذلوا جهداً كبيراً وكانت لهم ثمرة وإنجاز بتعلم القرآن والسنة واللغة العربية، ومنهم من أجاد في بعض علوم الدين. 

أخبرنا عن أبرز المحطات صعوبة في هذه المراحل.

بقلم الكاتب: أحمد الإسحاق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى