في عالمنا المعاصر، نشهد تقدمًا مذهلًا في مجالات العلوم والطب والتكنولوجيا، ولكن مع ذلك، لا يزال هناك الكثير من الأسئلة والتحديات التي تحيط ببعض الحالات الصحية التي تؤثر على حياة الملايين من الأشخاص حول العالم. إحدى هذه الحالات هي متلازمة داون، التي تعرف أيضًا باسم الحالة 21.
في هذا المقال، سنحاول استكشاف هذه الحالة بشكل أعمق وأوسع، ونتعرف على أسبابها وأعراضها.
ما هي متلازمة داون؟
هي حالة وراثية خلقية وليست مرضية، تحدث نتيجة الكروموسوم (الصبغي)21 الإضافي، يسبب هذا الكروموسوم تأخرًا في نمو دماغ الطفل وتشوهات جسدية إضافية.
كما تعرف باسم متلازمة تثلّث الصبغي 21.
أعراضها:
لمصابي متلازمة داون صفات أعراض متشابهة ومتفاوتة في نفس الوقت من طفلٍ لآخر، ومن هذه الأعراض:
- أنف مسطح.
- قصر في الطول.
- قامة صغيرة.
- رقبة قصيرة.
- لسان كبير وبارز.
- أصابع قصيرة.
- يدين ورجلين صغيرتين.
- ليونة زائدة في المفاصل.
- بقع بروشفليد (نقاط صغيرة بيضاء على قزحية العين).
- أعراض الشيخوخة في عمر مبكر.
وعادةً ما يتميزون بنموٍّ بطيء والقصر مقارنةً مع أقرانهم من الأطفال السليمين.
عوامل زيادة فرصة إنجاب طفل مصاب بمتلازمة داون
يوجد بعض عوامل الخطر التي قد تزيد من احتمالية إنجاب طفل مصاب بمتلازمة داون، ومنها:
- تأخر سن الإنجاب: مع تقدم العمر، تزيد فرصة إنجاب المرأة لطفل مصاب بهذه المتلازمة.
- حمل أحد الأبوين التبدل الصبغي الجيني لمتلازمة داون: حيث أي من الأبوين يمكنه نقل هذا التبدل الصبغي لأطفالهم.
- إنجاب طفل مصاب بمتلازمة داون: إن الآباء الذين قد أنجبوا طفلًا مصابًا بهذه المتلازمة مسبقًا، تزيد احتمالية إنجابهم لطفل آخر مصاب بنفس المتلازمة،. حيث يمكن في هذه الحالة اللجوء لاستشاري في الأمراض الوراثي ليقيم خطر إنجاب طفل مصاب آخر.
مضاعفات متلازمة داون
من الممكن أن يعاني مصابو متلازمة داون أيضًا من مجموعة من المضاعفات، التي يمكن لبعضها أن تتفاقم مع تقدم العمر، ومن هذه المضاعفات:
- أمراض القلب الخلقية: أو ما يطلق عليه بعيوب القلب، حيث يولد نصف الأطفال المصابين بهذه المتلازمة مع عيوب وتشوهات خلقية في عضلة القلب، ومن الممكن أن تكون هذه العيوب تهديدًا لحياتهم وقد تتطلب الجراحة في مراحل مبكرة من طفولتهم.
- اضطرابات في المناعة: تزداد فرصة خطر الإصابة باضطرابات المناعة الذاتية لدى المصابين بهذه المتلازمة، مع بعض أنواع السرطان والأمراض المعدية.
- السمنة.
- انقطاع النفس في النوم: وذلك نتيجة تغيرات الأنسجة الرخوة والهيكل، مما يؤدي بدوره لإعاقة مجرى الهواء أثناء النوم.
- الخرف: قد تبدأ أعراض الخرف لدى المصابين بهذه المتلازمة منذ عمر ال50، وأيضًا قد تزيد نسبة الإصابة في مرض الزهايمر لديهم.
- ابيضاض الدم: إن المصابين بهذه المتلازمة معرضون بشكل أكبر للإصابة بابيضاض الدم وهو سرطان في الأنسجة المشكلة للدم في جسم الإنسان.
كم يتوقع أن يعيش الشخص المصاب بهذه المتلازمة؟
في الآونة الأخيرة ارتفعت معدلات الأعمار التي يعيشونها أصحاب هذه المتلازمة إلى أكثر من 60 عام، ومع ذلك، فإن 20% من الأطفال المصابين بهذه المتلازمة يموتون قبل وصولهم لعمر الخامسة.
ولكن، هذا لا يعني أنهم لا يستطيعون العيش بشكل طبيعي وسعيد، فهناك العديد من الطرق والإجراءات التي تساعدهم على التأقلم مع هذه الحالة، وتحسين جودة حياتهم.
الخلاصة:
نأمل أن يكون هذا المقال قد زاد من تقديرك واحترامك للأشخاص المصابين بمتلازمة داون، وأن يكون قد زاد الوعي تجاه دعمهم وتشجيعهم في طريقهم لتحقيق طموحاتهم. فهؤلاء الأشخاص يستحقون كل الحب والرعاية والانتباه، فهم جزء لا يتجزأ من مجتمعنا، وهم قادرون على إثرائه بإسهاماتهم وإبداعاتهم.
اقرأ أيضًا: تعرف على أخطر الأمراض في العالم.
بقلم الكاتبة: صالحة الطه
