علم النفس

8 استراتيجيات لتغيير عقلية طفلك إلى عقلية نمو مرنة

في هذا المقال ستتعرف على أهم ثمانية استراتيجيات فعالة ستساعدك على تغيير عقلية طفلك إلى عقلية نمو مرنة للتعايش. والتأقلم مع التغيرات الجذرية التي قد تطرأ على حياته في المستقبل.

وحتى تتجنب إصابة طفلك بحالة مرضية خطيرة تدعى اضطراب التكيف…

وهنا ماهو دورك كمربي في تهيئة طفلك للتكيف مع كافة المتغيرات ولتجنب آثارها السلبية. وتخفيف الضغط النفسي الناتج عنها؟ وكيف تعزز الثقة بالنفس عند الطفل؟

لتحصل على إجابة وافية عن تلك الاسئلة الهامة وغيرها، ماعليك إلا أن تكمل القراءة.

لتتعرف على أهم الاستراتيجيات والنصائح لتقديم الدعم النفسي والتربوي لتنمية عقلية نمو مرنة. وتأثير إيجابي على حياة طفلك الاسرية والاجتماعية:

اشرح لطفلك عن الدماغ وكيف ينمو ويتعلم

يحب الأطفال التعلم، وتتطور عقلية النمو للطفل بمجرد تعليمه كيفية عمل عقله ونموه أثناء ممارسته للمهارات، و تعلم مفاهيم جديدة،

وشرح كيف تقوى الروابط بين الخلايا العصبية كلما مارس الطفل مهارة ما، و كيف يعزز ذكائه بالجهد والمثابرة.

وخلاصة القول بمجرد أن يفهم الأطفال أن الدماغ ينمي روابط جديدة أثناء تعلمهم، وممارساتهم لمهارات، أو قيامهم بمهمات جديدة فإنهم سيكونون متحمسين لعملية التعلم.

وعندما يتعلم الأطفال كيف تعمل عقولهم فإنهم يكونوا قد اتخذوا أولى خطواتهم نحو تطوير عقلية النمو.

علم طفلك مفهوم العقليتين العقلية الثابتة وعقلية النمو المرنة

العقلية الثابتة وعقلية النمو المرنة

من الضروري أن تعرف طفلك على العقليتين المختلفتين، وأن تشرح له الاختلافات الأساسية بينهما.

واستعن في شرحك بقراءة كتب أو مشاهدة مقاطع فيديو، ليتمكن طفلك من تمييز الاختلافات الجوهرية بين العقليتين والتفريق بينهما. وبناء على ذلك يبدأ الأطفال في التعرف عليهما من البيئة حولهم وحتى أنفسهم.

كما يمكن أن تطلب من الأطفال إجراء مقابلات مع بعض الأشخاص، وسؤالهم عن التحديات التي يواجهونها ليتحدد فهمهم العقليتين، و ليتمكن من التمييز والتفريق بين العقلية الثابتة وعقلية النمو.

اقرأ أيضا: الذاكرة البشرية – أسرار وخفايا لا تعرفها عنها

كن منفتحاً مع طفلك بشأن الأخطاء التي ارتكبتها وأظهر كفاحك

يجب عليك إظهار كفاحك، وتفاعلك مع تحديات حياتك، لتكون نموذج سلوك لعقلية نمو مرنة. وقدوة في السلوك الإيجابي، بحيث يتعلم طفلك منك طريقة التفكير بعقلية نمو مرنة.

وإن أفضل طريقة لفعل ذلك. هي السماح لطفلك بسماع صوتك وأنت تفكر في عبارات إيجابية بصوت عالٍ. عندما ترتكب أخطاء أو تواجه تحديات وصعوبات.

على سبيل المثال: بدلاً من قول (هذا صعب للغاية)…قل (هذا صعب بالنسبة لي أعتقد أنه علي أن استمر في التدريب).

أعلم أن الأمر قد يكون محرج بعض الشيء. لكن تذكر في النهاية سيبدأ طفلك باستخدام هذه العبارات المحفزة ويواجه العقبات بموقف إيجابي، ويساعده على الفهم بعد الخطأ أو الفشل. ليكون دافع له نحو التقدم و التحسن.

ولاتنس أيها المربي أنك نموذج لعقلية نمو بالنسبة لطفلك. وسيتعلم منك الكثير من سلوكياتك ومواقفك الحياتية، وسينخرط في نفس سلوكياتك عندما يواجه تحدياً.

فمن الصعب أن تكون نموذج لعقلية نمو مرنة اذا كنت تخفي أخطائك عن طفلك. بل تحدث عن اخطائك أمامه لأن الفشل ماهو إلا نقطة انطلاق للنمو والتطور.

من استراتيجيات عقلية نمو مرنة أن تمدح طفلك على جهوده المبذولة قبل النتيجة

عقلية نمو مرنة

اعترف بجهود طفلك ووقته الذي يبذله في سبيل تحقيقه النجاح مثل:( لقد عملت بجد…بدا ذلك صعبا لكنك تمسكت به).

وتذكر أنه لا يستطيع أحد أن يتحكم في كونه ناجح أم لا وإنما عليه بالمحاولة لذلك أثني على جهود طفلك سواء فاز أم خسر.

حتى يتعلم الطفل أن المهم هو جهده ومثابرته وليعزز شعوره بالكفاءة الذاتية والنظرة الإيجابية.

وعليه يترسخ عند طفلك مفهوم أن نجاحه مرتبط بمستوى جهده الذي يمكنه التحكم فيه وليس بمستوى ذكائه الفطري الذي لا يمكنه التحكم فيه.

واحرص على تعليمه أن دماغه مثل العضلات يمكن تقويته بالعمل الجاد والمثابرة والتدريب.

شجع طفلك للتعبير عن مخاوفه واعترافه بأخطاءه

اسمح له بارتكاب الأخطاء لأن ذلك سيعلم طفلك كيف يتعلم بدلاً من تخويفه من أخطائه واطلب منه أن يشاركك الخطأ الذي ارتكبه وماذا تعلم منه؟ وكيف سيصححه إن أمكنه ذلك؟

على سبيل المثال: اطرح عليه بعض الاسئلة مثل ماهو الخطأ الذي ارتكبته وعلمك شيئا ذا فائدة؟

ومن هذا المنطلق سيتبين للطفل أن الأخطاء يمكن أن تساعدنا على التعلم و تكون بنظره أقل خوفاً ورعباً من ذي قبل وتزول مخاوفه منها.

ومن الضروري أيضا أن تنصت لطفلك وتستمع لشكواه وتفسح له المجال للإفصاح عن مخاوفه المرتبطة بأي تغييرفي حياته.

وناقشه فيها وحاول التقليل من شدتها حتى يدرك طفلك أنها ليست بتلك الخطورة.

وبناءً على تلك المناقشة البناءة سيشعر طفلك بهون مخاوفه ويكون قادر في بناء وتطوير عقلية مرنة لإدارة مخاوفه بشكل إيجابي، والتأقلم مع تغييرات قد تكون أكثر أهمية، وصعوبة في حياته المستقبلية.

امنح طفلك فرصة للتأقلم وقدم له تجارب جديدة

عقلية نمو مرنة

فأنت بذلك تعلمه كيف يتقبل و يتعايش مع التغييرات والمغامرات الجديدة التي قد تطرأ على حياته.

ودائماً ذكر طفلك أن تعلم شيء جديد ينمي روابط جديدة في دماغه وراقب بناء ثقته بينما يرى هو مهاراته تنمو قبل أن تتدخل في مساعدته ودعمه، فإذا نجح طفلك في تجربته الجديدة تكون قد منحته فرصة ثمينة في تعزيز عقلية مرنة وتنمية قدراته واكتسابه الخبرة.

ولابد من الإشارة أن تعزيز الأفكار لدى الطفل يكون باختبارها وتجربتها بشكل عملي وملموس أكثر نجاحاً من العملية التوعوية والتربوية نفسها. ولكن إذا فشل الطفل في اكتساب المهارة المطلوبة أو فهم الفكرة الصحيحة فلابد من تدخلك حينها.

ومن استراتيجيات عقلية نمو مرنة أن تهيئ طفلك للتغييرات

قبل أن يحدث أي تغيير جذري لأن الطفل يعاني من صعوبة في التأقلم مع وضع جديد لم يألفه من قبل، وهنا يبرز أهمية الدور الهام للآباء في رسم صورة إيجابية، وتهيئة الطفل ودعمه نفسياً وعاطفياً.

ليتقبل الأحداث و يتأقلم مع التغييرات الجذرية التي قد تصادفه في حياته، واحرص على تربية طفلك من خلال تنمية وتعزيز عقلية مرنة وصحية. ليتمكن من التعامل مع كافة التغييرات بشكل صحيح ومرن وآمن.

علم طفلك أن التغيير أمر طبيعي

لأن الطفل يعتقد أن جميع الأمور التي من حوله تجري وفق رغبته وهواه، وبطبيعة غريزة الأبوة والأمومة لدى الوالدين سيحاولون حماية أطفالهم، وتهيئة الظروف وفقاً لرغباتهم وصالحهم.

ولكن الحقيقة أن حياة الطفل مليئة بالمتغيرات المفاجئة والأحداث الطارئة في كل مرحلة عمرية، وقد يكون الوالدين بعيدين عنها وعن مساعدة طفلهم في تجاوزها.

وبالتالي يتوجب على الطفل مواجهة تلك الأحداث، والتعامل معها بمفرده. ولكنه إذا لم يكن مهيأ ويمتلك عقلية مرنة، وقدرة على التعامل مع التحديات والتغيرات، وكأنها أحداث طبيعية ومتوقعة. سيعاني صعوبات وصدمات سلبية ومشاكل بسببها.

وهنا لابد من الاشارة إلى الدور المهم الذي يؤديه الوالدين في حماية أطفالهم من التغييرات التي تواجههم بعيداً عنهم. وحرصهم على تهيئته وتحصينه، ليستطيع مواجهة الأحداث بعقلية مرنة، ونظرة إيجابية، وليتعامل معها وكأنها أحداث متوقعة وغير مفاجئة.

الخلاصة:

ومما سبق نجد أن الأطفال الذين يتمتعون بعقلية نمو مرنة يتفوقون على الاطفال ذوي العقلية الثابتة.

وهم أكثر عرضة للتعافي من اي حالة فشل ممكن أن تصيبهم، وأكثر قدرة على التعايش، والتأقلم مع أي تغيير او تحدي يواجه حياتهم المستقبلية.

والآن بعد أن أصبح لديك تصور وفهم قوي للفرق بين العقليتين، والاستراتيجيات اللازم اتباعها لتعزيز عقلية نمو مرنة لطفلك.

ومساعدته على تنمية قدراته ومهاراته يجب أن تلاحظ تحولا إيجابيا في مواقفهم.

نشكرك لاهتمامك ومشاركتنا رأيك في هذا المقال.

اقرأ أيضا: تأثير عقلية النمو على طفلك

بقلم الكاتبة: هانيا ساعور

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى