علم النفس

من الاتجاه التقليدي الجامد إلى الاتجاه الحديث في طرائق التدريس

طرائق التدريس بين الاتجاه التقليدي والحديث

“قل لي وسوف أنسى أرني ولعلي أتذكر أشركني وسوف أفهم”
“كونفوشيوس”

هذه العبارة تنطبق حرفياً على إبراز الفرق الجوهري بين التعليم التقليدي والتعليم الحديث في استخدام طرائق التدريس

حيث بُني التعليم التقليدي على أساس املاء المعلومات وإفراغها على أسماع الطلاب وسرعان ما تتلاشى هذه المعلومات بمجرد خروجهم من قاعة التعليم.

بينما كان الاتجاه الحديث يرتكز بقوة على إشراك الطالب بعملية التعليم وجعله جزءاً يساهم في صنع المعلومة مما يجعلها راسخة في عقول الطلاب ومن ثم تتحول لمهارات يمتلكونها.

مفهوم طرائق التدريس

هي الأساليب والوسائل والأنشطة التربوية التي يستخدمها المعلّم وفق خطة محكمة وخطوات متسلسلة لتحقيق الأهداف المرجوة من عملية التعليم، ترتكز على خبرات المعلّم ومهاراته وقد يتم استخدام طريقة واحدة أو الدمج بين أكثر من طريقة.

اتجاهات طرائق التدريس

الاتجاه التقليدي 

يركز الاتجاه التقليدي في التعليم على نقل المعلومات إلى المتعلم بطريقة تقليدية خالية من الإبداع يتم التركيز فيها على حفظ المعلومات دون مراعاة الفروقات بين مستويات الطلبة.

ويتم تقييم نتيجة نجاح عملية التعليم من فشلها وفقا  لدرجات الطلبة دون الاهتمام بالخبرات والمهارات التي يجب أن يكتسبها المتعلم.

 تكون عملية الاتصال في  العملية التعليمية في الاتجاه التقليدي ذات طرف واحد وهو “المعلم” حيث يكون دور الطالب سلبيا فيها يتلقى المعلومات فقط ولا يتم مراعاة الفروقات الموجودة بين الطلبة.

وهذا الأسلوب في التعليم يسبب الملل للطلبة ولا يحقق أهداف التعليم المرجوة.

الاتجاه الحديث

يركز الاتجاه الحديث في التعليم على طرق ووسائل وأساليب إبداعية ومبتكرة ليتم نقل المعارف والمهارات والخبرات إلى المتعلمين مع الاهتمام بالجانب السلوكي والتربوي لديهم وتنمية شخصياتهم .

وتكون الأطراف في عملية الاتصال في هذا الاتجاه ثنائية “المعلم والمتعلم” حيث يكون دور الطالب فيها إيجابيا يشارك المعلم في عملية التعليم من خلال طرح أفكاره ومناقشتها .

وتهتم هذه الأساليب بالجانب العقلي والمهاري والوجداني  للمتعلم ويتم قياس نتيجة العملية التعليمية من خلال عدة أنشطة واختبارات ووسائل متنوعة.

اقرأ أيضاً: التعليم عن طريق اللعب هو أفضل وسيلة على الإطلاق!

من أنواع طرائق التدريس

يوجد العديد من طرائق التدريس المستخدمة في التعليم منها ما يتبع الاتجاه التقليدي ومنها ما يتبع الاتجاه الحديث ولاختيار طريق التدريس الأ لا بد من مراعاة عدة جوانب:

  • قدرات الطلاب ومستوياتهم
  • البيئة التي تحتضن العملية التعليمية
  • خبرات المعلم ومهاراته 
  • عدد المتعلمين
  • المدة الزمنية المتاحة للتعليم

بعد مراعاة هذه الجوانب ودراستها بشكل جيد يتم اختيار الطريقة الأنسب وفق العوامل السابقة ومنها:

الطريقة الإلقائية 

تعتبر هذه الطريقة من الطرق التقليدية والأكثر انتشاراً في التعليم وأقلها تكلفةً.

وتستخدم بكثرة في المراحل التعليمية المتقدمة “الجامعات” وتعتمد على تلقين وإملاء المعلومات على الطلبة دون أن يقوموا بالمشاركة في عملية التعليم ومنها:

المحاضرة

عرض شفوي لتقديم وعرض موضوع ما على عدد من المتلقين يكون دور المحاضر فيها جوهريا والحضور فقط مستمعين فهي عملية اتصال يكون المحاضر فيها مرسلا والحضور المستقبل.

القصة

من أقدم الأساليب المستخدمة في نقل المعلومات و الأخبار السابقة وقد تكون واقعية أو خيالية لإثارة اهتمام المتلقين وتشويقهم وإثارة اهتمامهم بفكرة أو حدث معين.

واستخدم القرآن هذا الأسلوب حيث عرض العديد من قصص وأخبار الأنبياء والأمم السابقة.

الطريقة الحوارية

عبارة عن حوار ونقاش يجريه المعلم مع طلابه ويكون بطرح عدد من الاسئلة  تدور حول موضوع الدرس ثم فتح باب المناقشة معهم لإثارة تفكير الطلبة والتعرف على معلوماتهم وأفكارهم عن الموضوع المطروح .

طريقة بريد المعرفة 

تعتبر هذه الطريقة من الطرق الحديثة والممتعة في التعليم ولا سيما لدى صغار السن في الروضة ومرحلة التعليم الابتدائية .

في هذه الطريقة يتم كتابة عدد من الاسئلة وتوضع في ظروف ومن ثم تثبيتها على السبورة .

ثم يفتح المجال لمن يريد أن يأخذ البريد ويقرأ السؤال ثم يجيب عليه.

ويمكن استخدام هذه الطريقة في مراجعة الدروس و في المسابقات المدرسية .

طريقة الكرسي الساخن

طرائق التدريس
طريقة الكرسي الساخن إحدى طرائق التدريس التفاعلية

تستخدم هذه الطريقة لترسيخ قيم ومعتقدات الطلبة حول موضوع ما.

يتم وضع كرسي أمام التلاميذ ويجلس عليه أحد التلاميذ أو المعلم نفسه وثم يقوم التلاميذ بطرح عدة اسئلة عن موضوع معين.

اقرأ أيضاً: ما هي فوائد التعلم التفاعلي في التدريس التربوي؟

نصيحة لكل معلم ومربي

استخدم في تعليم طلابك وابناءك الطرق الحديثة في التدريس ولا تعتمد على التعليم التقليدي الذي يقتل الإبداع ويخفي شخصية الطفل وما يمتلكه من مواهب وإبداعات.

في هذا المقطع تجربة أجراها الأستاذ أحمد الشقيري على ثلاثة فتيات وطبق طريقة التعليم التقليدي والحديث

بقلم الكاتبة: سدرة النجار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى