تاريخ

أسباب اندلاع الحرب العالمية الأولى والآثار الكارثية !

“الحرب العظمى والحرب التي ستنهي كل الحروب”. هذا ما أطلق على الحرب العالمية الأولى أسوأ الصراعات الدولية التي هزت أركان العالم حيث اندلعت شراراتها عام 1914 إثر حادثة الإغتيال التي أودت بحياة اللأرشيدوق  فرانز فرديناند ولي عهد النمسا وزوجته أثناء زيارتهما مدينة سراييفو عاصمة البوسنة والهرسك.

والتي استمرت بصراع عنيف بين دول العالم  لمدة أربعة أعوام مخلفة وراءها ملايين الضحايا حيث غيرت وجه العالم للأبد. وكانت وراء ثورات عدة في شتى دول العالم، وفي هذا المقال سنتطرق لأهم الأسباب التي أدت لحدوث الحرب العالمية الأولى والآثار التي خلفتها هذه الحرب.

الدوافع الرئيسية واندلاع شرارة الحرب العالمية الأولى

يرجع السبب الرئيسي للحرب العالمية الأولى الى حالة التوتر وعدم الاستقرار التي سادت منطقة البلقان في أوروبا  بعد خروجها عن سيطرة الدولة العثمانية أعقاب الحرب العثمانية الروسية سنة 1878. وحروب البلقان عام  1912 والصراع الأوربي للسيطرة عليها.

وضمها بالنهاية في نفوذ الإمبراطورية النمساوية المجرية وهذا الأمر لم يكن يعجب الأغلبية السلافية حيث قرروا مقاومة هذه الإمبراطورية.

وفي تاريخ 28  يونيو لعام 1914 لتتاح الفرصة لهم عندما خرج الأرشيدوق في جولة له في مدينة سراييفو لتقرر مجموعة تدعى بال”يد السوداء” اغتيال الآرشيدوق حينما شاهده اليوغسلافي أحد أفراد هذه الجماعة  غافريلو برينسيب عقب زيارته المصابين اثر حادث انفجار قنبلة يدوية اثناء عملية اغتياله الأولى إذ لم يتوانى لحظة في تنفيذ مهمته وقتل الأرشيدوق على الفور وهنا بدأت الحرب العالمية الأولى بقرع طبولها

الحرب العالمية الاولى
غافريلو برينسيب

إعلان الحرب العالمية الأولى والأطراف المتنازعة

عقب حادثة الإغتيال أرسلت إمبراطورية النمسا برقية تحمل إنذاراً لصربيا تهدد فيها بالحرب وتحملها عملية إغتيال الأرشيدوق وعدد من المطالب والشروط التي يجب أن توافق عليه.

ولكن صربيا رفضت هذه الشروط وذهب لحليفتها روسيا حيث أصدرت بعدها أوامر بالتحضير للحرب رغبة بالاستيلاء على المضائق البحرية. وهنا اتفقت النمسا مع ألمانيا لتكون حليفاً لها بالحرب حيث في 28 يوليو 1914 قصفت النمسا العاصمة الصربية بالطائرات.

وخلال فترة قصيرة كانت الأطراف المشاركة على استعداد للقتال. وقامت ألمانيا بارسال تهديدات لروسيا وبتاريخ 1 أغسطس 1914  أعلنت ألمانيا الحرب على روسيا. ومن ثم اتجهت لإعلان الحرب على فرنسا بعدها بيومين. حيث كانت لألمانيا أطماع اقتصادية وسياسية من وراء إعلانها الحرب التي وجدتها فرصة لتمديد نفوذها.

وبعدها أعلنت الأمبراطورية النمساوية الحرب على روسيا ومن ثم بريطانيا وفرنسا، وهنا تشكل طرفا الحرب :

  • دول المحور، والمتمثلة بالأمبراطورية النمساوية وألمانيا
  • دول الحلفاء، والمتمثلة بصربيا وروسيا وفرنسا وبريطانيا وبعدها انضمت اليابان لدول الحلفاء لأطماعها في الاستيلاء على بعض المناطق بالصين فالتحقت الصين بالحلفاء

أما بالنسبة للدولة العثمانية التي كانت تراقب التحضيرات الروية حيث كان يجمعهما عداء كبير. وبعدها أعلنت روسيا الحرب عليها لاكتشافها وجود اتصالات بين الدولة العثمانية وألمانيا.

وبذلك اضطرت للأنضمام لدول المحور دفاعاً عن نفوذها، واتسعت رقعة الحرب الى مختلف دول العالم إما رغبة في السيطرة أو الحماية والاستقلال.

سيطرة دول المحور

كانت ألمانيا تفكر بالنصر السريع حيث وضعت ألمانيا خطة شليفين الذي كان هدفها هزيمة روسيا وفرنسا بالوقت نفسه. حيث اعتمدت الخطة للدخول الى فرنسا عبر بلجيكا والسيطرة عليها قبل الانتهاء من تعبئة القوات الروسية. مما سيسهل على القوات الألمانية  الهجوم على فرنسا.

لكن كان لبلجيكا رأي آخر حيث رفضت أن تكون ممراً للقوات الألمانية وقاومت مقاومة باسلة وهزموا في معركة المارن التي أدت لفشل الخطة. حيث قامت بحفر الأخاديد على الحدود وتحولت الجبهة الغربية من حالة الهجوم لحالة الدفاع وأصبحت معركة استنزاف. 

أما على الجبهة الشرقية فكانت السيطرة لصالح القوات الألمانية وقد حققت انتصارات على القوات الروسية  في عدة معارك أبرزها

ولم يغب الدور العثماني في ميزان المعركة حيث فتحت جبهات عنيفة في الشرق الأوسط والقوقاز وكانت قد تحكمت في مضيقي الدردنيل والبوسفور حيث تم إغلاقها أمام الإمدادات العسكرية القادمة من فرنسا الى روسيا.

وكان أيضاً الدور الكبير للثورة البلشفية في روسيا في تغيير مجريات الحرب اذ حصل على إثرها أن قامت روسيا بالخروج من الحرب موجب اتفاقية صلح برست ليتوفسك مع الدولة الألمانية وكان على إثرها قيام الإتحاد السوفييتي وقد عزز ذلك القوات الألمانية حيث نقلت قواتها للجبهة الغربية.

انقلاب دفة الحرب لصالح الحلفاء

لجأ الألمان الى الهجوم على سفن الإمدادات باستخدام الغواصات بهدف تجويع بريطانيا وإجبارها على الاستسلام. وكان من ضمن هذه السفن  سفناً أمريكية. والذي كان سبباً أساسياً لدخول الولايات الأمريكية هذه الحرب بعد 3 سنوات والتي كانت القوى المتنازعة في حالة استنزاف كبير.

حيث قامت الولايات الأمريكية بدعم دول الحلفاء بالإمدادات العسكرية الكبيرة والذي غير مجرى الحرب لصالح الحلفاء والذي زاد الخناق على القوات الألمانية. حيث قامت عدة معارك  بين دول المحور ودول الحلفاء على الجبهة الغربية عرف باسم “100يوم من الهجوم”.

وقد كان هجوماً شرساً أظهرت فيه الولايات الأمريكية قوتها والتي أرعبت دول المحور. لتستسلم الدولة العثمانية وبعدها الدولة النمساوية لتبقى ألمانيا في الساحة لوحدها. حيث شهدت ألمانيا في وقتها اضطرابات داخلية إذ تخلى الجيش الألماني عن الحاكم نتيجة لذلك.

ليتم بعدها تأسيس حكومة انتقالية حيث قامت بالدخول في هدنة مع دول الحلفاء اذ انه في تاريخ 11 نوفمبر لعام 1918 أُعلن عن انتهاء الحرب العالمية الأولى.

النتائج النهائية للحرب العالمية الأولى

4 سنوات من الحرب المدمرة كانت كفيلة بإظهار الجانب الشيطاني للبشر . حيث ظهرت فيها لأول مرة  أنواع جديدة للأسلحة كالبندقية الآلية والدبابة والطائرات العسكرية.

و وصل عدد ضحايا هذه الحرب المدمرة الى أكثر من 40 مليون قتيل ما بين عسكري ومدني. أما على الصعيد الاقتصادي فقد خلفت الخسائر المادية الضخمة والتي أدت لانتشار الفقر والبطالة في شتى دول العالم. حيث عانت الدول المتنازعة من الديون الضخمة بسبب نفقات الحرب.

أما على الصعيد الجغرافي اقتسمت بعض الأراضي في ألمانيا ووزعت على عدة على الدول المجاورة وفق لمعاهدة فرساي في عام 1919 وحُملت ألمانيا خسائر هذه الحرب.

وعانت الدول العربية بعد انهيار الدولة العثمانية من التقسيمات التي وضعتها دول الحلفاء عقب اتفاقية سايكس بيكو. حيث تم وضع إدارتها تحت الاحتلال البريطاني والفرنسي بما يسمى بالإنتداب. ومازالت تعاني من آثاره حتى يومنا هذا.

اقرأ أيضاً : ما لا تعرفه عن الاشتراكية

بقلم الكاتب: عمر أنور

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى