يمكن أن تعود أسباب ارتفاع مستوى الأسعار العالمي، المعروف أيضًا باسم التضخم، إلى مجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك زيادة الطلب، ارتفاع تكاليف الإنتاج، وانخفاض العرض وعوامل أخرى متعددة.
حيث أن التضخم مصطلح يعبر عن الزيادة المستمرة في المستوى العام للأسعار؛ والذي بدوره يؤدي إلى العديد من المشكلات، أبرزها زيادة تكلفة المعيشة لدى السكان.
زيادة الطلب مقابل عرض غير مكافئ له
تعد زيادة الطلب من أهم أسباب ارتفاع الأسعار. مع نمو السكان، يميل الناس إلى استهلاك المزيد من السلع والخدمات، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار.
فوفقا لبيانات البنك الدولي، زاد عدد سكان العالم بأكثر من 7 مليارات شخص منذ عام 1950 ومن المتوقع أن يصل إلى ما يقرب من 10 مليارات بحلول عام 2050. ومن المرجح أن تؤدي هذه الزيادة في عدد السكان إلى زيادة الطلب وبالتالي ارتفاع مضاعف في مستوى الأسعار العالمي.
ارتفاع أسعار النفط
حسب إدارة الطاقة الأمريكية (EIA) أن أسعار النفط كانت متقلبة في السنوات الأخيرة، مع زيادات وانخفاضات كبيرة. ومما لا شك فيه إذا ارتفع سعر النفط، سيؤدي ذلك إلى ارتفاع تكاليف النقل، مما سيسبب بدوره ارتفاعًا في أسعار البضائع التي يتم شحنها لمسافات طويلة.
انخفاض العرض أحد أسباب ارتفاع مستوى الأسعار العالمي
في بعض الحالات، يمكن أن يعود سبب ارتفاع مستوى الأسعار العالمي إلى انخفاض العرض. يمكن أن يحدث هذا لأسباب متنوعة، بما في ذلك الكوارث الطبيعية وعدم الاستقرار السياسي والتغيرات التكنولوجية.
يتبين في بيانات من الأمم المتحدة (UN) أن الكوارث الطبيعية، مثل الجفاف والفيضانات والزلازل، كانت في ارتفاع في السنوات الأخيرة. نخلص مما سبق إلى استنتاج يفيد بتأثير الكوارث الطبيعية على ارتفاع مستوى الأسعار العالمي، فإذا كانت هناك كارثة طبيعية تؤثر على إنتاج محصول معين، فحتمًا ستؤدي إلى نقص المعروض من هذا المحصول وبالتالي ارتفاع أسعاره عالميا.
وفي السياق ذاته إذا أدت أزمة سياسية إلى تعطيل إنتاج أو نقل سلعة معينة، فقد يؤدي ذلك إلى انخفاض العرض مما يسبب بدوره ارتفاع الأسعار.
عوامل أخرى قد تؤدي لارتفاع مستوى الأسعار العالمي
هناك مجموعة متنوعة من العوامل الأخرى التي يمكن أن تسهم في ارتفاع الأسعار على مستوى العالم. يمكن أن تشمل هذه -العوامل- التغيّرات في السياسات الحكومية، مثل التعريفات أو الضرائب، وكذلك التقلبات في سعر الصرف.
على سبيل المثال، إذا فرضت دولة ما تعريفات جمركية على السلع المستوردة. فقد يؤدي ذلك إلى ارتفاع أسعار هذه السلع حيث تقوم الشركات بنقل التكاليف الإضافية إلى المستهلكين.
كما أشارت بيانات لمنظمة التجارة العالمية (WTO)، أن عدد الإجراءات المقيدة للتجارة، بما في ذلك التعريفات الجمركية قد تزايد في السنوات الأخيرة.
وكذلك إذا كان سعر الصرف متقلبًا بشكل كبير. يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع المستوردة، حيث أن تكلفة تلك السلع أصبحت أعلى بالعملة المحلية.
بالاستناد لبيانات صندوق النقد الدولي، كان سعر الصرف للعديد من العملات الأساسية متذبذبًا في السنوات الأخيرة، مع تغيرات كبيرة في قيمة الدولار الأمريكي واليورو والين.
أدى هذا التقلب لعدم استقرار في مستوى الأسعار العالمي وخصوصًا بعد الارتفاع الأخير للدولار أمام باقي العملات العالمية، والذي كان سببه الزيادة المتكررة في سعر الفائدة من قبل البنك الفيدرالي الأمريكي.
أدى هذا الارتفاع، إلى زيادة واضحة في مستوى الأسعار العالمي
الخلاصة
هناك عدة عوامل مهمة يمكن أن تساهم في ارتفاع الأسعار عالمياً. وتشمل زيادة الطلب، ارتفاع تكاليف الإنتاج، انخفاض العرض، وعوامل أخرى متعددة. يمكن أن يساعد فهم هذه العوامل الأفراد والشركات على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن إنفاقهم وإنتاجهم.
في الختام؛ برأيك ما هو السبب الأكثر تأثيرًا على ارتفاع مستوى الأسعار العالمي؟
اقرأ أيضًا:
