المثالية المفرطة أحد امراض الناجحين.. تعرف علي اسبابها وكيفية علاجها
يسعى الكثير من الأشخاص المصابون بالمثالية المفرطة الي الكمال، ويرفضون تماما وجود الخطأ في حياتهم، يلتزمون بمعايير قاسية ويسقطونها علي حياتهم وحياة الاخرين، يسيرون بمبدأ الكل أو لا شيء، فما هي المثالية المفرطة، وما هي أسبابها، وكيفية علاجها؟ تعرف معنا علي ذلك في هذا المقال.
ما هي المثالية المفرطة ؟
هي السعي الدائم للإنسان نحو الكمال بهدف التخلص من الأخطاء والعيوب
ماهي أسباب المثالية المفرطة ؟
1. التربية
ومن أسباب التربية الخاطئة:
- أن يربي الأهل أطفالهم علي المثالية المفرطة وزرع القيم والأخلاق بطريقة مبالغ فيها، كأن يقول الأب للطفل مثلا “لا يجوز لك التلفظ بأي كلمة سيئة” فهنا الأب دله علي الأخلاق الحميدة فقط دون لفت نظر الطفل إلي أن هناك اختلاف في طبيعة المجتمع وقيمه واختلاف في المستويات الفكرية والنفسية و الأخلاقية، فيتعرض الطفل بسبب ذلك إلي حالة من الانهيار النفسي عند احتكاكه مع أشخاص مختلفين عنه وعن أخلاقه وقيمه.
- ان يستخدم الأهل أسلوب المقارنة، وهذا يشعر الطفل بأن أهم أشخاص في حياته غير فخورين به.
- ان يركز الآباء علي فكرة “الكل أو لا شئ” وذلك حين يركزون علي الأمور الناقصة دون النظر لإنجازات الطفل.
2. الخوف
وفيه يحاول مريض المثالية المفرطة أن يكسب رضا الاخرين، وكبت مشاعره والاهتمام بهم علي حساب ذاته، فهو يعشق أن يمدح بكل الطرق.
4. التشوه الفكري:
الإدمان التام للتفكير والتخطيط، وذلك عن طريق رفض المصاب بمرض المثالية المفرطة الوقوع في الخطأ كأنه معصوم، وذلك يجعله يميل إلي تأجيل الأمر الذي يريد القيام به، أو يقوم به بجودة منخفضة لأنه استهلك كل طاقته ولا يعترف بفكرة التدرج في الحياة.
4. المعايير العالية:
لا يتمتع ذو الشخصية المثالية بالمرونة، وينظر للحياة علي أنها تنحصر في اللونين الأبيض والأسود ولا يعترف بوجود المنطقة الرمادية، ويسير علي معايير قاسية ويسقطها علي علاقته بالمجتمع والآخرين، الأمر الذي يعرضه الي الكثير من الخسارة والمشكلات.
5. الإيجو العالي:
يعتمد ذو الشخصية المثالية اعتمادا كليا علي الذات، الأمر الذي يجعله في حالة من التوتر الدائم، ولا يستطيع تسليم الأمور إلى الله، ويعتقد أن عليه إنجاز الأمور علي اكمل وجه، وفي حال عدم الوصول الي النتيجة التي يريدها يدخل في الاكتئاب.
ما هو علاج المثالية المفرطة ؟
1. المرونة:
دع عقلك يتنفس، لا تضخم الأمور وترهق روحك وذاتك بكثرة التفكير، خذ قسطا من الراحة، ودع الحياة تسير في اللون الرمادي للمرة الأولى.
2. الاختلاف:
يجب عليك تقبل فكرة اختلاف وجهات النظر والقيم والعادات والتقاليد لدي الأشخاص في المجتمع الواحد والمجتمعات الأخرى، كما أنه لا يجوز أن تعكر صفوك لمجرد عدم تطابق الآخرين مع قيمك.
3. التعلم من الأخطاء يحمي من الوقوع في المثالية المفرطة:
كل ابن آدم خطاء، ميز الله الملائكة والأنبياء بأنهم معصومون من الخطأ هم فقط لا غير، فعليك تقبل أن لولا خطأك ما عرفت أن ذلك الفعل خطأ، كما أنه عليك أن تتعلم منه وتأخذه اول خطوة لطريقك للنجاح.
4. الحب والمتعة في الإنجاز:
احتفل بكل انجازاتك صغيرها قبل كبيرها، فالخطوة الأولي هي أول سلم النجاح.
5. التسليم:
سلم امورك كلها لله وتوكل عليه، واعلم انك مهما جاهدت روحك لعدم الوقوع في أمر معين ولكن الله أراد ذلك فهو سيحدث، فأنت “تفر من قدر الله إلي قدر الله” فهدأ من روعك.
الخلاصة:
تعلم خوض التجربة وشمر عن ساعديك وانزل ساحة المعركة دون التفكير المفرط في الأمور.
اقرأ أيضًا: اللامبالاة و كيف نتخلص منها
بقلم الكاتبة: آلاء سفيان