مقالات رأي

تعرف على أهم أسباب ضياع الأجيال

ضياع الأجيال هو ضياع الحياة التي وجدنا لأجلها، أبناؤنا وشبابنا هم جيل المستقبل هم بُناة الحياة و مطوروها إذ أن سبب وجودنا و وجودهم في هذه الأرض هو إعمارها، ولكثرة الحديث عن أسباب ضياع الأجيال أفردنا كتابة هذا المقال للتحدث عنها.

 لو ننظر الآن حولنا نجد ضياع كبير مسيطر على فئة عظيمة من أبناء جيلنا الحالي لو سألنا أنفسنا لما هذا الضياع كله وما هي أسبابه وما النصائح التي تجعلنا كآباء الآن أو مستقبلًا أن نحافظ على أبنائنا من الضياع

 أنا هنا لأضع بين أيديكم بعض أسباب ضياع الأجيال التي رأيتها من حولي بعد دراسات لحالات شهدتها في الواقع
أولًا لنرى بعض صفات الجيل الحالي :

  • العناد
  • عديم المسؤولية
  • لا يوجد لديه احترام للكبير أو الصغير
  • يفتقر الخبرة
  • يفتقد الوعي
  • جاهل غير متعلم
  • لا يمتلك مهارات تواصل
  • خجول بشكل مفرط
  • انعزالي وحيد

وغيرها الكثير إذًا ما هي الأسباب وراء كل هذا ؟

1. الحرب وهي أحد أهم أسباب ضياع الأجيال

تعد الحرب تهديدًا كبيرًا لضياع الأجيال إذ تشتت على إثرها العائلات وقد يفقد الابن أحد أبويه أو كلاهما ويعيش داخل دائرة الضياع فلا يجد من يرشده و يلهمه بأن هذا الفعل صحيح وذا غير صحيح

من نتائج الحرب أيضًا أنه قد يبتعد عن دراسته ومدرسته ويفقد متابعة الدراسة فيعيش حياة التسول لكسب لقمة العيش لمن تبقى من أفراد عائلته و وجوده في الطرقات يعد أكبر المخاطر عليه فقد يتعرف على مجموعات و أشخاص غير أسوياء قد يؤدون بحياته إلى الهلاك.

2. سوء الأوضاع المعيشية

ما تمر به البلاد اليوم من حروب وأزمات اقتصادية جعلت المعيشة أصعب وقد ترتب عليها:

  • بُعد أحد الأبوين لفترات طويلة عن المنزل لكسب المال
  • عمل الوالدين معًا

لكل من الأبوين دور مهم في حياة أبنائهم ولا يمكن للطرف الآخر أن يغطي هذا الدور فبعد الأب عن المنزل لفترات طويلة أي فقد العين المراقبة للابن فقد يفعل ما يحلو له لعلمه بأن والدته لا تعاقبه كوالده و والده لا يأتي إلى المنزل إلا نادرًا أي لا يرى ما يفعل

فماذا لو  كان الوالدين يعملان معًا فماذا سيحصل لأبنائهم ؟؟
لننظر لعينة من واقعنا الحالي أبوين عادوا من العمل و قد استهلكوا طاقتهم في العمل وعادوا للمنزل مع ضغط نفسي بسبب العمل ومشاكله ولنضيف أن بسبب الوضع المعيشي أصبحت ساعات عملهم أطول

فما ذكرناه كفيل بأن يجعلهم يهملون أبنائهم أو أن يلبوا حاجاتهم من غير تفكير هل ما أرادوه يفيدهم أم لا فتجد لديك بعد سنوات جيل عديم المسؤولية هش أمام التزامات هذه الحياة

 فقد كان يحصل على كل ما يطلبه من غير إصرار وعزم أو بذل أي مجهود شخصي ولم يتم زرع المسؤولية بداخله و أهمية وقيمة ما يطلب وصعوبة الحصول عليه

3. الجلوس مع الهاتف أكثر من الجلوس مع العائلة السبب الرئيسي لأسباب ضياع الأجيال

بنظري هو يعد السبب الرئيسي من أسباب ضياع الأجيال فقد أصبحنا بزمن يطلق عليه زمن التطور و التكنولوجيا تجد في بعض البيوت أصغر طفل يحمل هاتف شخصي خاص به

 فكل ما حول أبناء هذا الجيل اليوم هو هواتف وأجهزة حاسوب أصبحت حياتهم تعتمد عليه و كأنه شيء رئيسي كالطعام والماء لا يمكن العيش بدونه

للهواتف ميزات جعلت حياتنا أسهل بكثير نعم لا ننكر هذا  ولكن للأسف كل شيء يعد سلاح ذو حدين أحدهم يحمل المنفعة و الاخر الضرر

 فعدم مراقبة الأبناء لعدد ساعات استخدامه يعد الوجه المضر فاستخدامه المفرط أدى بأبنائنا إلى الادمان فأصبحت تلك الهواتف هي التي تتحكم بهم لا هم من يتحكمون بها

 وإن كان لهذا الإدمان صور عدة كتواجدهم على مواقع التواصل الاجتماعي أو الألعاب أو مشاهدة الفيديوهات، فمن نتائج هذا الإدمان الانعزال والوحدة و عدم الصدق و مصارحة العائلة والجلوس معهم

 وقد أقول وانا مُتيقنة تمامًا أن ما ذكرته في بداية المقال من صفات كلها تندرج تحت هذا السبب فقد يجعل الادمان على الهاتف للإنسان شخصيتين شخصية اجتماعية منطلقة على المواقع وخجولة في الواقع وما أكثرهم

4. تحمل مسؤولية العائلة لأشخاص ليسوا كفء

وهنا الحديث  ليس عن  الزواج المبكر ولا القصد منه  هذا، فكم من أشخاص تحملوا المسؤولية بعمر صغير وكانوا كفء لها، و لكن ما أقصده هو تزويج العائلة لابنتهم الغير ناضجة فكريًا

التي لا تمتلك القدرة على اختيار القرارات الصائب أو التي تعد ضعيفة الشخصية لا يمكنها مواجهة الحياة بنفسها، أو تزويج الشب الذي لا يستطيع تحمل مسؤولية نفسه ليتحمل عبء عائلة بأكملها، فهنا ضحية هذا الزواج هم الأبناء لأن مصير العائلة هو التشتت والانفصال

5. الجهل أحد أسباب ضياع الأجيال

و هنا سأتكلم عن جهل الأهل وليس الأبناء فعدم متابعة وإلمام  الأهل للتطور و التكنولوجيا فهذا يعد أكبر جرم بحق تربية أبنائهم

 فأنت لا تعلم ابنك ماذا يشاهد ومع من يتكلم وراء هذه الشاشة، فكم من عائلة فقدت أحد أبنائها بسبب تعرفهم على أشخاص سيئين على مواقع التواصل الاجتماعي أو دخولهم بتحديات صعبة كانت مصيرها الحياة أو الموت

ومن أسباب ضياع الأجيال أيضًا :

  • التفرقة بين الأبناء في الأشياء المعنوية كالحب، أو الأشياء المادية كالهدايا وغيرها
  • العنف الأسري قد يجعل للابن شخصية عدوانية
  • ادمان الوالدين على الهواتف وإهمال أبنائهم وعدم مراقبتهم، وغيرها الكثير.

نصائح عامة وحلول

الطريقة الأمثل في أن تجد حلًا لأي مشكلة هو أن تخرج نفسك من دائرة تأثيرها على وعيك ، و تنظر إليها بامعان كما لو كنت تشاهد فلم سينمائي

  • لا تربوا أولادكم كما رباكم آباؤكم، فقد خلقوا لزمان غير زمانكم.
  • تحدث مع ابنك كصاحب سارره من حين للآخر فهذا يعزز الثقة بينكم و يجعل لابنك شخصية اجتماعية
  • اجعل لابنك شخصية استقلالية بأن تستشيره في القرارت العائلة أو أن تجعله يتخذ بعض قراراته بنفسه
  • لا أحد منّا يحب الأوامر فلا تفرض عليه رأيك لأنك في هذه الحالة أنت تصنع شخصية عنادية تفعل ما يحلو لها
  • اجعل له جدول و ساعات محددة من اليوم لاستخدام الهاتف
  • راقبه ماذا يشاهد ومع من يتحدث دون معرفته حتى لا تجعله يفتقد شعور الأمان والثقة تجاهك
  • تابع تعليمه فشهادته سلاحه الأعظم للمستقبل ومواجهة الحياة
  • إن لم تجد نفسك قادر على حمل مسؤولية طفل فاتبع أسلوب تنظيم الأسرة، حتى لا تجعله ضحية للمجتمع والحياة

ابدأ بتربية أبنائك بشكل صحيح ،إليك بعض الاقتراحات :

ختامًا
 أبنائنا اليوم هم أباء المستقبل، نحن بين أيدينا ليس نعمة فقط بل مهمة صعبة وجدت على عاتقنا سنُسأل عليها أمام الله وسنحاسب.
لذا علينا متابعتهم ومراقبتهم بشكل دائم ومستمر والتعلم والبحث من أجلهم لإنشاء جيل متعلم سوي واعي قادر على مواجهة أعباء الحياة بحكمة .

قد يعجبك أيضًا 3 نتائج سلبية لإدمان استخدام الهاتف على الصحة النفسية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى