ما يجب أن تعرفه عن التطوع و العمل التطوعي (تجربة عملية)
ما يجب أن تعرفه عن التطوع و العمل التطوعي (تجربة عملية)
قد يخطر على بال القارئ: ما هو التطوع، ما الجدوى من كتابة خواطر وتحديات فريق تطوعي، ألا توجد الكثير من المقالات تتحدث في نفس السياق، وهل تطرق أحد لكتابة مثل هذا المقال .
هذا السؤال طرحته على نفسي، حين شعرت أني مسؤول على أن أنقل تجربة 19 شاباً وشابةً في العمل التطوعي، في الانخراط بالمجتمع في ظل ندرة الفرق التطوعية، وإيماناً بأهمية التطوع وفائدته الكبيرة والبذل في سبيل الحصول على واقع أفضل .
لا خلاف أننا نعيش في واقع سيء، لا تطرح فيه حلول، ولا يتطرق فيه لأفكار جديدة من الممكن أن تنهض وتصلح، والسبب هو أن أكبر فئة بالمجتمع وهي الشباب، يعيشون حالةً من التهميش في كافة المستويات سواء كان من المجتمع أو من أنفسهم أو من المؤسسات المدنية .
لذا فإن السواد الأعظم من المشاكل التي يعانون منها، مسألة النهوض وتهيئة البيئات والأجواء التي تساعدهم على ذلك، وأن الشعور العام لدى الشباب اليوم بأن إرادتهم آخذة في الضعف والتدهور، بسبب كثرة المنتجات المادية التي تتحكم بهم وتملي متطلباتها عليهم، وهذا يتم في في الوقت الذي تزداد فيه المغريات بالانحراف والاستغراق في المتع والملذات وشؤون اللهو. في مقالي هذا ستقرأ تجربة عملية من خلال أول تجربة للعمل في فريق تطوعي والذي جعلني أبني قاعدة أفكار هي تجربتي العملية كوني من المؤسسين، وعلى اطلاع كبير بالمشاكل والعقبات وكيفية التعامل معها.
القائمون على العمل التطوعي (المتطوعون)
- تتباين أعمارهم، من صغار السن إلى المتقدمين في العمر
- يتمتعون بمستويات متنوعة من المهارات والخبرات والخلفيات .
- يقدمون خدماتهم للأفراد والمجتمع، من خلال تولي مهام عملية وواجبات إدارية، كما يشاركون في وضع السياسات ويدعمون التغيير .
- غالباً ما يكونوا مشغولين جداً، وعادةً ما يكون لهم عدة أدوار، ويعملون في مجالات متعددة، كما أن الأغلبية منهم تعمل بأجر بدوام كامل أو جزئي .
- يتطوعون لأسباب متعددة، وليس فقط من باب حب الخير .
بالإضافة إلى العمل في منظمات رسمية، فإن الكثير من المتطوعين، يعملون بشكل فردي، أو من خلال فريق منظم ويوفرون دعم غير رسمي للأفراد في محيطهم.
ويجب أن ينظر إلى مساهمات ونشاطات المتطوعين، على أنها تضفي نوعاً من الإنسانية في هذا المجتمع، وأنها نقطة قوة ورصيد إضافي يعطي قوة في كافة الجوانب الحياتية، وليس مجرد خدمات إضافية للمجتمع. يتوقع المتطوعون أن التزامهم ووقتهم المبذول، وخبراتهم ومهاراتهم، ستكون محل تقدير في المجتمع المستهدف، ومن خلال صناع القرار، ولكن يواجهون مشكلة في كيفية الوصول ونوعية قبول المشاريع.
المستفيدون من النشاط التطوعي
ينتمي المستفيدون من الخدمات التطوعية إلى مجالات عديدة منهم:
- أطفال وشباب ( في المدارس والبرامج الرياضية )
- زوار الأنشطة الترفيهية
- الذين يتلقون المساعدة في أوقات الحاجة
- الجهة الحكومية القائمة على المكان
- المجتمع بشكل عام
تتسم الخدمات المقدمة بما يلي :
- فورية تقديم المساعدة في وقت الأزمة، أو في وقت الحاجة الملحة
- قصيرة المدى مثل : مشروع تنظيف الطرقات أو الحدائق
- طويلة المدى مثل : الرعاية الصحية والوقائية
التطوع ليس حكراً على أحد
يجمع التطوع الأفراد بغض النظر عن الثقافة أو السن أو البيئة أو الخلفية أو مستوى المهارة أو القدرات الجسمانية والفكرية .
وأغلب المتطوعين يعملون في وظائف مدفوعة الأجر، سواءً بدوام كامل أو دوام جزئي، كما تتباين دوافع التطوع بشكل كبير، وأغلب المطوعون لديهم أكثر من دافع .
أسس البناء
قد يكون بعضهم متحمساً لقضية ما، بينما يتمنى البعض الآخر استخدام مهاراتهم الحالية واكتساب مهارات جديدة في عمل نافع، أو فرصة الحصول على عمل مدفوع الأجر، ويختلف مدى التزام الفرد وإمكانياته المادية بشكل كبير من متطوع لآخر.
تشغل الفرق التطوعية في أغلب الأحيان، مهمة تنظيم حملات، تتولى العمل تطوعياً وذلك لضمان سير نشاطها، وقربها من الحالات الاجتماعية المستهدفة .
هذا الأمر يتطلب دراية كافية بأسس إدارة الفريق وحسن تكوينه، لأداء المهام الكلف بها، خاصة إن تعلق الأمر بأعمال تتطلب الكثير من المسؤولية والجدية، فكل فريق أنشئ حديثاً، يحتاج إلى تحديد دور كل عضو، لكي لا يحدث تضارب بين المسؤوليات . ويحتاج أيضاً إلى انتخاب مجلس إدارة، وظيفته التخفيف من حالة الفوضى الموجودة بين المتطوعين، ويكون مسؤول عن سير العمليات والحملات وتقديم الدعم اللازم لكل أعضاء الفريق، ويكون مكلفاً بإصدار القرارات ووضع الشروط والضوابط للعمل داخل الفريق .
العقبات أمام العمل التطوعي
سنأتي على ذكر بعض منها :
يمتاز العمل التطوعي عن غيره من الأعمال، أنه لا فرق فيه بين مسؤول ومتطوع، ويتحمل الجميع المسؤولية حتى وإن اختلفت المسميات.
لهذا من المفترض أن يتشارك الجميع نفس العمل، بمهام مختلفة، تتناسب مع كل متطوع، قد يكون هناك مسؤول تواصل وآخر للأعمال الورقية وآخر مسؤول عن اللوجستيات وغيرهم .
الانفراد بالرأي
قد يمثل هذا الخطأ العديد من المشاكل، على الأخص بين الأعمال التطوعية التي لا تتبع نسق العمل المؤسساتي، فإذا كنتم مجموعة من المتطوعين وتسعون لإنجازٍ ما عليكم أن تنتجوا مجلس إدارة يوافق عليه الجميع، وفي هذه الحالة عليكم أن تتبادلوا كافة الآراء حتى تحصلوا في النهاية على رأي سليم .
أما ما يحدث بانفراد أحد المتطوعين بالقرار، دون التشاور مع المجلس، فهذا يؤدي إلى انهيار الفريق.
المسمى الوظيفي
في بدء الأعمال التطوعية يتشارك الجميع في أداء كافة المهام المختلفة، وقد يقوم شخص واحد بالمشاركة في جميع المهام الواجب إتمامها، هذا الأمر شائع ومنتشر في جميع الأعمال التطوعية، ولا بأس به في البداية .
لكن مع مرور الوقت وزيادة الانخراط في العمل، حينها يجب أن تُخصص المهام لكل متطوع حسب مهاراته وقدراته .
أي على الفريق تحديد الأدوار لكل شخص، من أجل إتمام العمل بأفضل شكل و أعلى كفاءة، وهذا لا يمنع من أن الجميع له الحق في إبداء الرأي وعرض الاقتراحات والأفكار .
عدم انسجام الفريق
في بداية تشكيل الفريق التطوعي ستجد انسجاماً عند بعض الأشخاص دون الآخرين، ويأتي ذلك على خلفية معرفة سابقة بينهم، أو أنهم من بلد واحد، هذا الأمر يسبب عائقاً كبيراً قد يؤدي إلى تكتلات داخل الفريق تؤدي إلى انخفاض الإنتاجية والدخول في عداوات متتالية .
حتى تصبح المشكلة شخصية والسبب هو أسلوب بعض الأشخاص الهجومي، وقلة وعي أفراد الفريق بأنماط شخصيات زملائهم، وهذا ما يؤدي إلى خلافات مستمرة .
اختلاف الشخصية
الشبح الحقيقي الذي يهدد جميع الأعمال التطوعية، من الطبيعي أن يحدث اختلاف في وجهات النظر، لكن من غير الطبيعي أن يؤثر الاختلاف سلباً على مسار العمل.
ولدينا مشكلة هامة متكررة الحدوث في أي عمل نشارك به، وهو تأثير الخلافات الشخصية على مسار العمل ،فإذا كانت هناك مشكلة شخصية، لا ينبغي أن تؤثر على العمل، ويجب على المتطوع عزل الحياة الشخصية عن الحياة التطوعية .
النزاع داخل الفريق
لا بد من وجود نزاعات في كل فريق تطوعي منشأ حديثاً، وتأتي في مقدمة المشاكل، عقبات المجتمع المستهدف، من رفض أي فكرة جديدة، أو أي كيان جديد يهدف إلى حل مشكلة متجذرة .
وإن مجرد طرح هذه المشكلة ستجد من يعارض، وتبقى المشكلة في تأجيل وتسويف إلى أن تتأصل وتتجذر وتزداد أعداد المتضررين منها، ويصبح العمل عليها مجرد لفت نظر لا يغير من الواقع شيء .
اقرأ أيضًا: