علم النفس

كيف تعزز الثقة بالنفس عند الطفل؟

الأطفال فلذات أكبادنا و لهم توهب حياتنا و تربيتهم وتقويمهم مهمة أساسية تقع على عاتقنا كمربين و الثقة بالنفس عند الطفل هي من الصفات التي تميزه و تنمي قدراته و تجعله يقدر ذاته و هي ما يحتاج إليه منذ صغره و قد ذكرت احصائيات أن 90% من قيم كل شخص تتكون قبل 7 سنوات.

و الثقة بالنفس هي وليدة أفعال و ردود تجاه البيئة والمجتمع التي ينشأ فيها الطفل حيث تتشكل و تنمو داخل شخصه بالتدريج حتى تنغرس في نفسه و تصبح أساسا لحياته و بناء قوة شخصيته و اكتساب المهارات وتكوين الصداقات و القدرة على اتخاذ القرارات وتحمل المسؤولية.

غرس الثقة بالنفس عند الطفل

أولا لنفرق بين الثقة بالنفس وتقدير الذات وتقدير الذات هو كيف ترى نفسك مع جميع نقاط ضعفك و قوتك وكيف يتغير هذا التقدير من خلال تجاربك و تفاعلك مع الآخرين، أما الثقة بالنفس فهي إيمانك بنفسك و بقدراتك و تحقيق أهدافك و إليك أيها المربي الفاضل أهم الطرق و النصائح لغرس الثقة عند الطفل.

الحب هو المفتاح و الخطوة الأولى لبناء الثقة بالنفس عند الطفل

فحب الآباء لأطفالهم شيء طبيعي لكن الطفل يحتاج أيضا أن يشعر بتقبل الآخرين له من زملاء و أصدقاء و أقارب و ليس فقط أفراد أسرته و حتى تتحقق الثقة للطفل يجب أن يكون هذا الحب غير مشروط بفعل أو قول.

مدح الطفل و تقديم عبارات التشجيع والإطراء على أقواله وأفعاله

حتى تعزز من شعوره بقيمة نفسه و لكن يجب أن يكون المدح واقعي غير مبالغ فيه كأن تمدحه على اجتهاده و هو في مستوى متوسط أو حتى متدني فهذا المدح سيعود سلبا على شخصيته أما لو أخفق الطفل مثلا في إنجاز مهمة ما ممكن أن تمدحه على مجهوده وليس على نتيجة عمله.

تعلمه المرونة و تحمله مسؤولية تصرفاته يعزز الثقة بالنفس عند الطفل

لا يوجد شخص ينجح في كل شيء في كل الأوقات فأحيانا يخفق طفلك في إنجاز مهامه و هنا عليك تعليمه أن هذه الإخفاقات هي طريق للتعلم و اكتساب المهارات و الفشل هو فرصة للتجربة و المحاولة حتى يتعلم تصحيح السلوك و عدم الاستسلام، و من المهم أن تشارك طفلك في مشاعره فهذا يساعده على التفكير الإيجابي بعد لحظات الإخفاق التي يمر بها.

عدم قمع الطفل و تعليمه الاستقلالية منذ صغره يزيد من الثقة بالنفس عنده

فالطفل الواثق من نفسه هو الذي يجرب شيء جديد دون خوف من الفشل و دون تدخل الآباء و هذا لا ينفي مراقبتهم له و تأمين مواقف آمنة حتى يخوض تجاربه الجديدة و يتصرف فيها باستقلالية و ليتعلم الاعتماد على نفسه مثل ذهابه في رحلة مع أصدقائه دون تدخل الآخرين فهذا يعزز ثقته بنفسه و قدراته.

اكتساب مهارات و تعلمه خبرات هادفة ترفع من روحه المعنوية و تزيد من ثقته بنفسه

مثل تعلمه الرياضة و خوضه مسابقات مع الآخرين أو اشتراكه في عمل تطوعي حسب قدرته و هذا يعزز ثقته بنفسه و يعرفه نقاط قوته ونقاط ضعفه و تقبلها و العمل على تقويتها و تطويرها.

صقل مواهبه واهتماماته يعزز الثقة بالنفس عند الطفل

فمن المؤكد أن كل طفل يحب و يبدع في ممارسة عمل ما فعلى الآباء أن يوفروا له الظروف و الوسائل التي تساعده في ممارسة هوايته و الإبداع و التميز فيها مع مدح إنجازاته و هذا الاهتمام يبعده عن السلوكيات الخاطئة و يدعم بناء نفسه.

تحديد قواعد منظمة للطفل حسب فئته العمرية

نحدد له نطاق مسؤوليته و حريته و نضمن عدم تصرفه بشكل سلبي و هذه القواعد تتغير بتغير مرحلته العمرية فمثلا المسؤوليات تزيد عندما يكبر و تكاد تغيب في سنه الصغيرة و هكذا…و لا تنسى أن تكافيء طفلك عند قيامه بواجباته و مسؤولياته حتى يشعر أنه شخص مؤثر.

تكوين الطفل صداقاته و إدارة علاقاته معهم بإيجابية

امنح طفلك فرصة لتكوين علاقات مع من هم بنفس عمره و شجعه على العمل و اللعب الجماعي و حاول ألا تتدخل إلا عند الصرورة لإصلاح الأمور و ذلك بتعليم كيفية التخلي بالصبر و الثقة بالنفس مع المواقف المختلفة التي يمر بها مع الآخرين سواء كانت إيجابية أم محبطة تفرض عليه حتى يكون صاحب شخصية مستقلة.

تجنب مقارنة الطفل بالأطفال الآخرين 

لتفادي الأضرار التي تصيبه من الشعور بالدونية و غيرها فيجب عليك مراعاة الفروق بين الأطفال و أن لكل طفل شخصيته المستقلة و قدراته التي تميزه عن غيره 

تشجيع الطفل على حسن أدائه الحالي ومقارنته بسابقه

ليشعر الطفل بإنجازاته و الإنصات لحديثه بكل حواسك و عدم مقاطعته حتى ينهي حديثه لأن هذا يساعده حتى يعبر نفسه و يناقش أفكاره معك لتوضح له الصحيح منها و تصوب الخاطئ وهذا يؤدي بالطبع لثقته بنفسه و شعوره باهتمامك به.

تجنب كثرة انتقاد الطفل أو استخدام الألقاب الخاطئة الهادمة 

التي تسهم في تشويه صورته أمام نفسه و هدم ثقته و تحويل هذا الاعتقاد الخاطئ إلى سلوك فعلي و لا تسرف في عقابه حتى لا يترسخ لديه شعور بأنه مذنب فاشل دائما.

إفساح المجال له لإبداء رأيه و التعبير عن مشاعره

دون خوف و تعليمه التخطيط و وضع هدف و محاولة تحقيقه ليشعر بثقته بنفسه و قدرته و الوصول للنجاح و امنحه فرصة لاختيار ما يريد فلا تختار له مثلا الملابس أو الألعاب دوما دون سؤاله عن رأيه واحترام اختياره لتزيد ثقته بنفسه

التصرف بثقة أمام طفلك 

ثقتك بنفسك و قدراتك و كيفية تعاملك مع الناس ستزيد من ثقته و تعزيز قدراته.

علامات عدم الثقة بالنفس عند الطفل

من المهم ملاحظة أعراض تدني الثقة و انعدامها عند الطفل حتى نسارع في تقويمها وتعديلها في الصغر قبل أن تتسبب بمشاكل كبيرة عند الكبر و سنذكر لك أهم أعراض ضعف الثقة بالنفس عند الأطفال

  • الكذب و الخداع و عدم الصدق .
  • عدم القدرة على اتخاذ قرار أو الوفاء بوعد و احساسه أنه عاجز فاشل و امكانياته أقل من بقية أقرانه.
  • القيام ببعض التصرفات اللاأخلاقية و سوء السلوك و الاستهتار.
  • التهرب من بعض الأمور و التقليل من درجة أهميتها. 
  • تدني المستوى الدراسي والتحصيل العلمي و اللامبالاة و تحميل فشله للآخرين. 
  • الاضطراب في الحالة النفسية و التقلبات المزاجية و الانفعالات و فأحيانا ينتابه حزن و رغبة في البكاء و تارة يسيطر عليه الغضب. طرق علاج قلة الثقة بالنفس

ختاما كانت هذه أهم النصائح لغرس الثقة بالنفس عند الطفل و تعزيزها حتى يكون شخصا ناجحا سويا و قادرا على اتخاذ القرارات وتحمل المسؤولية. 

أطفالنا اغلى ما نملك و أجمل مافي حياتنا و سنسأل عنهم فما هي قيمة حياتنا إن تركناهم فريسة للمجتمع فليكن كل منا راعيا مسؤولا عن رعيته ولندرك أطفالنا قبل فوات الأوان.

شاركنا رأيك في التعليقات، هل كان هذا المحتوى مفيدا؟

اقرأ أيضا تعرف على أشهر كتب التنمية البشرية

بقلم الكاتبة: هانيا ساعور

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى