ما لا تعرفه عن الاشتراكية
الاشتراكية هي مذهب سياسي واقتصادي، نشأ كرد فعل عن الرأسمالية، ويسعى إلى إعادة تنظيم المجتمع يما يحقق العدالة الاجتماعية، ويحقق الرفاه للجميع.
أولاً: نظرة عامة
ينحدر مصطلح الاشتراكي من معنى يضم أو يشترك. وكان أول استخدام معروف له في عام ١٨٢٧ بالمملكة المتحدة.
أصل كلمة الاشتراكية
كان أتباع روبرت أوين في المملكة المتحدة وسان سيمون في فرنسا قد بدأوا يشيرون إلى مبادئهم “بالاشتراكية”، وبحلول أربعينات القرن التاسع عشر صار المصطلح مألوفاُ في عدد من البلدان الصناعية.
مفهوم الاشتراكية
تحددت الاشتراكية كأيدولوجيا بمعارضتها التقليدية للرأسمالية، وبمحاولة تقديم بديل أكثر إنسانية وقيماً من الناحية الاجتماعية.
وتقع في قلب الاشتراكية رؤية للكائنات البشرية باعتبارها مخلوقات اجتماعية توحدها إنسانيتها المشتركة .
القيمة المركزية
ويفضل الاشتراكيون التعاون على المنافسة، وتعد القيمة المركزية للاشتراكية هي المساواة وخصوصاً المساواة الاجتماعية.
ويؤمن الاشتراكيون بأن المساواة الاجتماعية هي الضمان الرئيسي للاستقرار والتماسك الاجتماعي.
وأنها تشجع الحرية، بمعنى أنها تشبع الاحتياجات المادية وتقدم اساس التنمية الشخصية.
غير أن الاشتراكية تتضمن تنوعاً محيراً من الانقسامات والتقاليد المتنافسة، وتدور تلك الانقسامات حول الوسائل والغايات.
ثانياً: جذور وتطور الاشتراكية :
أن الاشتراكيون ينسبون لأنفسهم تراصاً فكرياً يعود إلى جمهورية أفلاطون مثل الحال في الليبرالية والمحافظة.
ظهور الاشتراكية
فقد ظهرت الاشتراكية كرد فعل للظروف الاجتماعية والاقتصادية التي ولدتها في أوربا الرأسمالية الصناعية، وسرعان ما ارتبطت الأفكار الاشتراكية بنمو طبقة جديدة. ظهرت الاشتراكية كنقد لمجتمع السوق الحر.
ثالثاً: القضايا المركزية في الاشتراكية.
ويميل الاشتراكيون المحدثون بالفعل إلى النظر للاشتراكية ليس كبديل للرأسمالية، ولكن كوسيلة لدفع الرأسمالية نحو غايات اجتماعية أوسع.
وتتحدد ملامح من خلال مجموعة متميزة من الأفكار والقيم والنظريات، ومن أبرزها التالي:
- الجماعة
- التعاون
- المساواة
- السياسة الطبقية
- الملكية العامة
١.الجماعة:
تقدم الاشتراكية في عمقها رؤية شاملة عن البشر كمخلوقات اجتماعية قادرة على التغلب على المصاعب الاقتصادية والاجتماعية، بالاعتماد على قوة الجماعة بدلاً من المجهود الفردي البسيط.
الاشتراكيون أقل استعداداً بكثير من الليبراليين أو المحافظين للاعتقاد أن الطبيعة البشرية لا تتغير أو ثابتة منذ المولد.
بل أنهم يؤمنون أن الطبيعة البشرية بلاستيكية تشكلها الخبرات وظروف الحياة الاجتماعية ، ويقف الاشتراكيون بشكل حاسم إلى جانب التربية.
ويؤمن الاشتراكيون أن الفرد لا يقبل الانفصال عن المجتمع، فالبشر ليسوا مكتفين ذاتياً ولا مستقلين.
٢.التعاون:
طالما أن البشر حيوانات اجتماعية، فقد آمن الاشتراكيون أن العلاقات الطبيعية بينهم ستقوم على أساس التعاون بدلاً من التنافس.
ورأى الاشتراكيون أن التنافس يسلط الأفراد على بعضهم البعض، ويشجعهم على إنكار أو تجاهل طبيعتهم الاجتماعية بدلاً من التمسك بها.
ويؤمن الاشتراكيون أن البشر يمكن تحفيزهم بواسطة الحوافز المعنوية وليس بالحوافز المادية فحسب.
وقاد التزام الاشتراكيين بالتعاون إلى نمو المشروعات التعاونية، التي أنشئت لتحل محل الشركات الهيراركية والتنافسية التي تكاثرت في ظل الرأسمالية.
٣.المساواة:
يمثل التزام بالمساواة في العديد من الجوانب الملمح المميز للأيدولوجيا الاشتراكية، إذ تفرق المساواة كقيمة سياسية بين الاشتراكية والايدولوجيات المنافسة، وخصوصاً الليبرالية والمحافظة.
وتتسم المساواة الاشتراكية بالإيمان بالمساواة الاجتماعية أو المساواة في الناتج.
وقدم الاشتراكيون ثلاث اطروحات على الأقل دفاعاً عن هذا النوع من المساواة:
أولاً: تحقق المساواة الاجتماعية العدالة والإنصاف،
ثانياً: تدعم المساواة الاجتماعية الجماعة والتعاون، فلو أن الناس يعيشون تحت ظروف اجتماعية متساوية فسيتماهون على الأرجح مع بعضهم البعض ويعملون معاً من أجل النفع العام،
ثالثاً: يؤيد الاشتراكيون المساواة الاجتماعية لأنهم يرون أن إشباع الاحتياجات هو أساس الاكتمال والتحقق الذاتي للإنسان.
ورغم اتفاق الاشتراكيين على فضيلة المساواة الاقتصادية والاجتماعية، فإنهم يختلفون حول مدى ما يمكن وما ينبغي تحقيقه منها.
ويؤمن الماركسيون والشيوعيون بالمساواة الاجتماعية المطلقة، التي تحقق من خلال إلغاء الملكية الخاصة وجماعية الثروة الإنتاجية.
غير أن الديمقراطيين الاشتراكيين يؤمنون بالمساواة الاجتماعية النسبية، التي تتحقق من خلال إعادة توزيع الثروة بواسطة دولة الرفاه ونظام الضرائب التصاعدية.
٤.السياسات الطبقية:
عبرت السياسات الطبقية للاشتراكيين عن نفسها من خلال طريقتين برزت الطبقة الاجتماعية وفق:
الطريقة الأولى كأداة تحليلية، حيث اعتقد الاشتراكيون أن البشر ينزعون إلى التفكير والحركة معاً مع أولئك الذين يشتركون معهم في الموقع والمصلحة الاقتصادية.
أما الطريقة الثانية للسياسات الطبقية للاشتراكيين، فتتركز بوجه خاص حول الطبقة العاملة، وتعنى بالصراع والتحرر السياسي.
٥.الملكية المشتركة:
ويقصد الاشتراكيون الملكية الخاصة الثروة الانتاجية أو رأس المال وليس المتعلقات الشخصية، وينقد الاشتراكيون الملكية الخاصة لعدد من الأسباب.
ففي المقام الأول تعد الملكية غير عادلة، حيث ينتج الجهد الجماعي للعمل البشري الثروة ولذا ينبغي أن يمتلكها المجتمع وليس الأفراد.
ثانياً يعتقد الاشتراكيون أن الملكية تلد التملك وبالتالي تفسد الأخلاق.
وأخيراً يقترح الاشتراكيون، إما إلغاء مؤسسة الملكية الخاصة واستبدالها بالملكية العامة للثروة الانتاجية أو بصورة أكثر تواضعاً أن يقوم التوازن بين حق الملكية ومصالح المجتمع.
لكن الاشتراكيين الراديكاليين من أمثال ماركس وإنجلز، يرون إلغاء الملكية الخاصة ومن ثم إقامة مجتمع شيوعي لا طبقي محل الرأسمالية.
رابعاً: الماركسية.
أشكال الماركسية:
الماركسية الكلاسيكية_ الشيوعية الرسمية _الماركسية الحديثة.
١.الماركسية الكلاسيكية:
ماركسية فلسفة للتاريخ تبين لماذا ستنهار الرأسمالية حتماً ولماذا يقدر للاشتراكية أن تحل محلها.
ولعل ما جعل اقتراب ماركس مختلفاً عن سابقيه من المفكرين الاشتراكيين، هو أنه تبنى ما أطلق عليه انجلز الفهم المادي للتاريخ أو المادية التاريخية.
وقد رفض ماركس مثالية الفيلسوف الألماني هيجل، الذي أعتقد أن التاريخ لا يعدو أن يكون يفتح ما يسمى روح العالم.
ولذلك فإن نظرية ماركس عن التاريخ تتسم بأنها غائية، بمعنى أنها تضفي عل التاريخ معنى أو غرضاً.
وقام ماركس في أعماله المتأخرة بتحليل الرأسمالية من خلال مصطلحي الصراع الطبقي والاستغلال.
أهم نبوءة لماركس هي أن الرأسمالية ستطيح بها حتماً الثورة البرولتيارية.
٢.الشيوعية الرسمية:
تشكلت النظم الشيوعية بواسطة الظروف التاريخية التي نشأت وتطورت فيها، وتشكلت الشيوعية السوفيتية بصورة حاسمة بواسطة التأثير الشخصي النافذ للقائدين البلشفيين الأولين.
وكان الايمان بالحاجة إلى نوع جديد من الحزب السياسي سمة مركزية في اللينينية.
٣.الماركسية الحديثة.
تحولت الماركسية أكثر لماركسية اللينينية إلى دين علماني على يد الأنظمة الشيوعية الرسمية.
ويشار إلى الماركسية الجديدة وهي محاولة لمراجعة أو لتطوير الأفكار الكلاسيكية لماركس مع الإخلاص لبعض المبادئ الماركسية. وقد شكل عاملا شخصية ماركس الحديثة
أولاً: عندما اخفقت نبوءة ماركس عن الانهيار الوشيك للرأسمالية في التحقق.
ثانياً: كان الماركسيون المحدثون عادة على وجه الخصومة مع النموذج البلشفي الشيوعية، ويشمئزون منه بعمق في بعض الأحيان.
الديمقراطية الاشتراكية.
تشكلت الديمقراطية الاشتراكية كموقف ايديولوجي عند منتصف القرن العشرين.
كنتاج لميل الأحزاب الاشتراكية الغربية ليس فقط لتبني الاستراتيجيات البرلمانية، ولكن أيضا لمراجعة أهدافها الاشتراكية.
ولذلك صارت الديمقراطية الاشتراكية تمثل التوازن العريض بين الاقتصاد السوق، من جهة وتدخل الدولة من جهة اخرى.
الاشتراكية الاخلاقية.
زودت المعتقدات الأخلاقية أو الدينية الاشتراكية الديمقراطية بأساسها النظري أكثر مما زودها التحليل العلمي، وقد تم تصوير الاشتراكية أنها تسمو أخلاقياً على الرأسمالية.
الاشتراكية التصحيحية.
كانت الأحزاب الاشتراكية التصحيحية على مستوى الممارسة، إن لم تكن دائما على مستوى التنظير فلقد عزمت على ترويض الرأسمالية بدل من إلغاءها.
خامساً: التصحيحية الجديدة والطريق الثالث.
ويعتبر العامل المركزي في التصحيحية الجديدة هو محاولة تطوير ما يسمى بالطريق الثالث الذي يلخص بشكل أوسع فكرة بديل لكل من الرأسمالية والاشتراكية.
ويمثل الطريق الثالث في شكله الحديث بصورة أكثر تحديداً بديلاً للديمقراطية الاشتراكية، على الطراز القديم وكذلك الليبرالية الجديدة.
وأول: هذه الموضوعات هو الاعتقاد أن الاشتراكية على الأقل في تدخل الدولة من أعلى للأسفل قد ماتت.
أم الاعتقاد الثاني: للطريق الثالث فهو التأكيد على المجتمع والمسئولية الأخلاقية.
ثالثاً: يميل أنصار الطريق الثالث إلى نظرة توافقية للمجتمع، وذلك بالتمايز مع النظرة الصراعية للمجتمع عند الاشتراكيين.
رابعاً: أحل الطريق الثالث الاهتمام بالاندماج الاجتماعي محل الالتزام الاشتراكي التقليدي بالمساواة، ويتضح ذلك في تركيز على الافكار الليبرالية وحتى حكم أصحاب الكفاءة.
وأخيراً: يتسم الطريق الثالث بنوع جديد التفكير حول الدور الملائم للدولة، إذ يؤيد الطريق الثالث فكرة تنافس دولة السوق ، التي يتمحور حول اتباع استراتيجيات من أجل الرخاء القومي في ظل المنافسة العالمية المتزايدة.
ما رأيك بالاشتراكية كنظام؟ وهل تعرف الدول تقوم على هذا النظام.
اقرأ أيضاً: كل ماتحتاج معرفته عن تصميم الجرافيكي لكسب المال منه
نظام سويفت المالي (SWIFT)هل سمعت عنه مؤخراً وتريد معرفة المزيد عنه؟